مقالات الرأي

طه العسري يشرِّح الوضع الاقتصاي المتردي بتطوان

تطوان تعيش اليوم واحدة من أسوأ مراحلها اقتصاديًا، وليس لأن القدر اختارها… بل لأن من يُفترض أن يدافع عنها اختار الغياب. نعم، اختاره. فالوضع لم يعد يُفسَّر بالصدفة أو بقلة الحظ، بل بقلة العمل، وقلة الجرأة، وقلة الإخلاص.

مدينةٌ تُغلق فيها المحلات، يتساقط شبابها بين البطالة والهجرة، تتحول مصانعها إلى أطلال، وتبقى مناطقها الصناعية مجرّد خرائط على الورق… بينما المسؤولون يكتفون بالابتسامات المصطنعة والتصريحات الخشبية.

السؤال الذي يجب أن يُطرح بلا خوف:
ما الجدوى من المجالس المنتخبة إن كانت عاجزة عن جلب مستثمر واحد؟
ما الجدوى من البرلمان إن كان النواب لا يستطيعون—even لمرة واحدة—أن يفرضوا ملف تطوان على طاولة الحكومة؟
أين ذهبت كل الوعود التي أغرقت الحملات الانتخابية؟
هل كانت مجرد تذاكر للعبور… ثم انتهى دورها؟

المدينة لا تحتاج خطابات. المدينة تحتاج رجالا ونساءً يدافعون عنها، يطرقون الأبواب، يجلبون المشاريع، يقاتلون لأجل فرص العمل، لا أن يتحولوا إلى “زينة سياسية” تنتظر المواسم.

تطوان اليوم ليست فقط مهمَلة… بل مُهانة.
ومَن يُهين مدينة بتاريخها، يُهين سكانها جميعًا.

رسالة لكل من يحتل منصبًا باسم تطوان:
إما أن تقوموا بواجبكم… أو افسحوا الطريق لمن يستطيع.
الصمت لم يعد يُحتمل، والناس لم تعد تُخدَع بالشعارات، والمدينة لن تغفر لمن خذلها.

زر الذهاب إلى الأعلى