في خطوة وُصفت بالجريئة وغير المسبوقة، وجّهت أستاذة جامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل مراسلات رسمية إلى كل من وزير التعليم العالي ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، تطالب فيها بفتح تحقيق مستعجل في ما وصفته بـ”فضيحة تزوير النقاط” ومنح شواهد الإجازة لطلبة لم يستوفوا الشروط الأكاديمية اللازمة.
وحسب معطيات حصلت عليها شمال بوست، فإن الأستاذة اكتشفت أن طالبين ينتميان إلى شعبة الأدب الفرنسي قد حصلا على شهادة الإجازة الجامعية، رغم عدم اجتيازهما لعدد من الوحدات الأساسية، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول آلية تقييم الطلبة وسلامة المسار البيداغوجي داخل الكلية.
وسبق للجنة من المفتشية العامة لوزارة التعليم العالي، أن زارت الكلية ورصدت جملة من الاختلالات الخطيرة على مستوى تدبير الشأن البيداغوجي، خاصة داخل مصلحة “أبوجي”، التي راكمت خلال السنوات الماضية اتهامات بتزوير النقاط وتعديل نتائج الطلبة، أحياناً بتواطؤ مباشر مع بعض الأساتذة، وأحياناً دون علمهم، ما يهدد مبدأ تكافؤ الفرص ويضرب مصداقية الشهادات الجامعية.
وتأتي هذه الخطوة من الأستاذة الجامعية في سياق متوتر تعرفه كلية الآداب بمرتيل وجامعة عبد المالك السعدي بشكل عام، وسط صمت غير مبرر من طرف رئاسة الجامعة، رغم خطورة المزاعم التي طفت إلى السطح. واعتبر متابعون للشأن الجامعي أن هذه المبادرة قد تفتح الباب أمام باقي الأساتذة الشرفاء لكشف خروقات مماثلة، والدفع نحو إصلاح شامل يعيد الاعتبار للبحث العلمي وللعدالة الأكاديمية داخل الجامعة.
ويُنتظر أن يحرّك هذا الملف المياه الراكدة في جامعة عبد المالك السعدي، ويضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم الإدارية والأخلاقية، خاصة في ظل تزايد الأصوات الداعية إلى القطع مع ممارسات الزبونية والفساد التي تسيء إلى سمعة التعليم العالي بالمغرب.





