استياء واسع وكبير يسود في صفوف سكانة حي المنزه بالقرب من المجمع السكني ديار طنجة التابع لمنطقة مسنانة بمدينة طنجة، عقب شروع شركة عقارية في انجاز اشغال بناء داخل فضاء عمومي مخصص سابقا للاطفال، تم تجهيزه في اطار برنامج ممول من المال العام سنة 2017 ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها الجريدة الإلكترونية “شمال بوست”، فان الشركة المعنية قامت بوضع سياج من الحجارة والاسلاك الشائكة حول مرافق كانت معدة للعب الاطفال، وتحويل الفضاء الترفيهي الى ورش لبناء عمارات سكنية، دون عرض اي رخصة ادارية او قرار رسمي يجيز تغيير طبيعة الاستغلال.
وحسب المعطيات ذاتها، فإن الساكنة تحدثت عن “سطو واضح على الملك العمومي”، مطالبين السلطات المختصة بفتح تحقيق فوري ووقف الاشغال الجارية، خاصة ان الفضاء المعني يعد المتنفس الوحيد للاطفال داخل تجمع سكني يشهد كثافة مرتفعة وتراجع الخدمات الجماعية.
من جهته أكد “العيساوي” رئيس جمعية الاتحاد للتنمية المستدامة، ان الفضاء المجهز انجز بتمويل عمومي وفي اطار رؤية متكاملة تهدف الى دعم التماسك الاجتماعي داخل الاحياء الناقصة التجهيز. واضاف ان ما يجري اليوم يشكل سابقة خطيرة، داعيا الى تفعيل اليات الرقابة وحماية المرافق العمومية من التلاعب.
وأضاف ذات المتحدث، أن الجمعية وجهت مراسلات الى السلطات المحلية لوضع حد لما وصفه “بمحاولة فرض الامر الواقع”، مشيرا الى ان لجنة اليقظة والتتبع لم تصادق على اي تحويل للوعاء العقاري موضوع النزاع، وان عملية التسييج تمت ليلا خارج الضوابط القانونية.
فعاليات جمعوية، اعتبرت ان المشروع السكني القائم حاليا يفتقر للشفافية، خاصة في ظل غياب لوحة الاشغال وتكتم الجهة المنجزة على تفاصيل التصميم. كما اشارت الى وجود اشارات سابقة لتضييق متدرج على الفضاء العمومي المعني منذ سنوات.
هذه التطورات، تأتي في سياق جدل متصاعد حول تدبير وعاء الملك الجماعي بطنجة، وغياب وضوح في حدود الاختصاصات بين المصالح المنتخبة والادارة الترابية، وسط مطالب متكررة بتحصين المشاريع ذات الطابع الاجتماعي من منطق الربح العقاري
تجدر الإشارة الى كون أن ساكنة المنطقة تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية مساء اليوم الأربعاء، احتجاجا على ما سموه صمت السلطات أمام هذا الخرق الفادح.