يعرض غدا الخميس أمام أنظار القضاء في أول جلسة له بالمحكمة الابتدائية بتطوان، بارون المخدرات الملقب “شنيقة” الذي كان مبحوتا عنه بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وترويج المخدرات الصلبة (الكوكايين)، قبل أن يقرر تسليم نفسه للأمن ليلة الاثنين 22 شتنبر الماضي في ظروف مريبة.
ويتابع الرأي العام المحلي بشغف مجريات محاكمة “شنيقة” الذي نجح في الفرار من قبضة الأمن الوطني والدرك الملكي في مناسبات عديدة خلال مرحلة فراره الطويلة، قبل أن يسلم نفسه بشكل مثير للشكوك الأسبوع الماضي، خاصة أن أفرادا من عائلته يرددون أنه بريئ وسينال البراءة من التهم التي يتابع بها، كما يؤكدون أن الشخص الذي أكد في كل مجريات التحقيق السابقة والمواجهة التي أجرتها بينهما مصالح الشرطة القضائية مؤخرا، أنه شريك له وهو الذي زوده بكيلوغرامين من الكوكايين، (يرددون) أنه سيبرئه في المراحل القادمة من المحاكمة بعد أن تلقى مقابلا سخيا على ذلك !!
وكانت التحريات التي قامت بها الضابطة القضائية لدى الفرقة الولائية الجنائية، قد كشفت عن ثروة قدرتها مصادر مطلعة بـ الملايير في ملكية البارون، حيث جرت العادة في مثل هذه الملفات أن تحيل الضابطة القضائية نسخة لمثل هذه المسطرة على الوكيل العام للنظر فيما إذا كانت تنطوي على شبهة تبييض الأموال، وعن السبل التي تمكن من خلالها المتهم من جمع هذه الثروة الطائلة.
من جانب آخر كان المتهم “شنيقة” الذي يملك الكثير من العقارات والممتلكات المختلفة قد لجأ في فترات متفاوتة إلى نقل ملكيتها إلى زوجته وأبنائه، بعد أن كان أغلبها باسم أخيه، وهو ما يفسره البعض بمحاولة تسوية وضعية ممتلكاته قبل تسليم نفسه للعدالة، خاصة ان هذه الاملاك تحوم حول أصلها شكوك كثيرة.
وسبق للمحكمة الابتدائية بتطوان أن برأت “شنيقة” في قضية تتعلق بالمخدرات، لكن محكمة الاستئناف كان لها رأي آخر، حيث أدانته بست سنوات سجنا نافذا، كما أدين المشتبه فيه مرة ثانية على ذمة قضية أخرى تتعلق بالمخدرات أيضا، إذ صدر في حقه حكم نافذ بالحبس لمدة ثلاث سنوات، وهي العقوبة التي أيدتها محكمة الاستئناف بتطوان، وظل مع ذلك في حالة سراح، إذ مازالت القضيتان تروجان أمام محكمة النقض، بعد أن لجا المعني بهما إلى الطعن بالنقض في الحكمين معا .
