استمعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المختصة بجرائم الأموال، بداية هذا الاسبوع، لعدد من المنعشين العقاريين وموظفين من مدينة تطوان على خلفية التحقيق المفتوح في ملف اختلاسات طالت فرع الاتحاد المغربي للأبناك بنفس المدينة، وهو الملف الذي تحول إلى قضية أشبه بالعاصفة قد تقطف رؤوسا كثيرة كلما توسع المحققون في فك تفاصيلها.
وكان التحقيق مع المتهم الرئيسي “زيوزيو” الذي توبع بتهم تكوين شبكة لاختلاس أموال عمومية، والمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الإلكترونية، والتزوير في محررات بنكية قصد الاختلاس، قد كشف معطيات مثيرة عن امكانية تورط أشخاص آخرين بينهم رجال أعمال ومنعشين معروفين خاصة في احتمال استفادتهم من أموال تعد بملايين الدراهم تم سحبها من ودائع زبناء البنك وتسليمها لهم كقروض وتمويلات بطرق غير قانونية تتضمن تحايلا على مساطر طلب القروض والتمويل، إضافة إلى المشاركة في استعمال أموال زبناء البنك في تشييد مشاريع عقارية والتهرب الضريبي.
الاستماع الأولي لبعض الأسماء المعروفة بالمدينة (س، م، ي…) يعتبر بداية لتجميع المعطيات والمعلومات لرسم الصورة كاملة لما كان يحدث بالمدينة، ومسارات الأموال المختلسة من البنك وطرق صرفها، إضافة إلى وضع اليد على خيوط ملف آخر مرتبط بالتهرب الضريبي والفساد المالي الذي نجح فيه عدد من المنعشين العقاريين وساعدهم على ذلك إمكانية تواطؤ موظفي بعض المؤسسات المالية.
عمل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الخاصة بجرائم الأموال لازال في بدايته خاصة أنها مشهود لها بالجدية والرزانة في تحقيقاتها والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت حيث ينتظر التوصل إلى مصير الأموال المختلسة من البنك وطرق صرفها والمشاركين والمساهمين في شبكة دانييل زيوزيو.