عرفت دورة اكتوبر العادية لمجلس جماعة تطوان مساء الخميس 2 اكتوبر 2025، حدثا استثنائيا وغير مسبوق حين حضر انس اليملاحي نائب رئيس الجماعة المكلف بقطاع الثقافة الى اشغال الجلسة رفقة مفوض قضائي في رسالة مباشرة حملت اكثر من دلالة. اليملاحي اوضح ان هذه الخطوة جاءت بعد سلسلة من التدوينات التي وصفها بالمسيئة لشخصه مشيرا لأحد اعضاء حزب العدالة والتنمية داخل المجلس ، ليؤكد امام الحاضرين انه من اليوم فصاعدا سيلجأ الى القضاء ضد اي مساس باسمه مشددا على ان لا احد فوق القانون.
وقال اليملاحي ان صبره على هذه التدوينات كان طويلا وانه رغم ما تعرض له من قذف وتشويه فقد قام في وقت سابق بسحب شكاية كان قد تقدم بها استجابة لرغبة رئيس الجماعة ، وعدم النزول الى مستويات منحطة من الصراع السياسي، غير انه اليوم يعلن بوضوح ان الملف سيأخذ مساره القانوني وان القضاء هو الفيصل في مواجهة كل اشكال السب والتشهير، وابرز ان حضوره بمعية مفوض قضائي الى قاعة الجلسة يؤكد ان العمل داخل المجلس محكوم بالدستور والقانون التنظيمي وان مكانة المنتخب لا تعني الحصانة من المحاسبة بل العكس اذ ان المسؤولية تقتضي حماية كرامة المنتخب ايضا.
وبالعودة الى نقاش الميزانية ذكر اليملاحي الحضور بماضي الجماعة القريب حيث كانت سنة 2022 شاهدة على ميزانيات هزيلة خصصت للجمعيات الثقافية وصلت الى صفر درهم بينما تحولت اليوم الى ملايين الدراهم بفضل التدبير الحالي. واشار الى ان المكتب المسير تسلم الجماعة وهي غارقة في الديون الناجمة عن متأخرات ترقيات الموظفين وكلفة النظافة والنقل والانارة و ..، غير ان التدبير المحكم سمح بترتيب الاولويات واعادة التوازن الى مالية الجماعة لتصبح ميزانية الجماعة قادرة على الوفاء بالتزاماتها .
وفي ما يخص دعم الجمعيات المحلية اوضح اليملاحي ان المجلس يعتمد على مقاربة شمولية تقوم على الانصاف والتنوع حيث لا يقتصر الدعم على لون ثقافي واحد بل يمتد ليشمل السينما والمسرح والموسيقى الاندلسية والصوفية والشعبية اضافة الى الفيلم الامازيغي والندوات الفكرية والملتقيات العلمية. واعتبر ان هذا التوجه يعكس هوية تطوان كمدينة متعددة الابعاد الثقافية مشددا على ان معظم هذه التظاهرات تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ما يمنحها اشعاعا وطنيا ودوليا.
واضاف ان تنظيم المهرجانات الثقافية لا يقتصر على البعد الفني او الترفيهي بل يحرك المدينة باكملها حيث يعرف القطاع الخدماتي دينامية كبرى، فالفنادق تمتلئ عن آخرها والمطاعم تعرف اقبالا واسعا وتتحول تطوان الى وجهة للزوار والسياح ما ينعكس ايجابا على الدورة الاقتصادية المحلية.
وفي ختام كلمته اكد اليملاحي ان المجلس الجماعي الحالي يراهن على جعل الثقافة رافعة اساسية للتنمية المحلية ووسيلة لجذب الاستثمارات الوطنية والدولية، مما أهلها ليتم اختيارها كعاصمة للثقافة المتوسطية سنة 2026.
واعتبر ان الثقافة ليست خيارا استراتيجيا لتطوير الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للتنمية المحلية مؤكدا ان جماعة تطوان تسير على النهج الصحيح .