في مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر فصول الهجرة غير النظامية توتراً، عاشت سواحل الفنيدق وسبتة نهاية الأسبوع الماضي ساعاتٍ من الاستنفار القصوى، بعدما أحبطت السلطات المغربية واحدة من أكبر محاولات التسلل الجماعي نحو الثغر المحتل خلال الأشهر الأخيرة.
وأوردت وسائل إعلام محلية بسبتة أن مئات المهاجرين غير النظاميين حاولوا عبور الممرات البحرية الممتدة بين بليونيس والفنيدق، مستغلين عتمة الليل وصعوبة التضاريس، غير أن التنسيق المحكم بين مختلف الأجهزة الأمنية المغربية أفشل المخطط قبل أن يتحول إلى فوضى حقيقية على الحدود.
ووفق المصادر ذاتها، فإن نحو 540 شخصاً تم توقيفهم بعد أن ظلوا لأيام متوارين في المناطق الجبلية والغابوية المحيطة بسبتة، استعداداً لتنفيذ هجمات متزامنة على السياج المعدني الفاصل بين المدينتين.
قوات الأمن والقوات المساعدة تدخلت بحزم واحترافية، وتمكنت من تفريق المجموعات دون وقوع إصابات أو خسائر، في عملية وُصفت بالأكبر منذ مطلع الخريف. وتم نقل الموقوفين إلى مراكز إيواء مؤقتة في إطار خطة تهدف إلى تفكيك بؤر التجمع غير النظامي التي تتخذها شبكات التهريب قاعدة لانطلاق محاولاتها المتكررة.
وتشير معطيات ميدانية إلى أن هذه المحاولات لا تقتصر على جنسية بعينها، إذ يشارك فيها مهاجرون قادمون من بلدان إفريقية جنوب الصحراء، إضافة إلى آخرين من جنسيات آسيوية، ما يجعل المهمة الأمنية أكثر تعقيداً في ظل تنامي الظاهرة وتعدد مساراتها.
ورغم تكرار هذه السيناريوهات، يواصل الأمن المغربي جهوده اليومية لتأمين الشريط الحدودي، معزّزاً وجوده الميداني ومضاعفاً عمليات الرصد والمراقبة، في مواجهة موجات الهجرة التي تحاول عبور البحر نحو سبتة ومليلية، في وقت يؤكد فيه مراقبون أن يقظة الأجهزة المغربية باتت صمام أمان في حماية الحدود الشمالية للمملكة.