في عملية أمنية نوعية، تمكنت فرقة مكافحة العصابات بالرباط، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف بارون المخدرات الشهير موسى فلكون بمدينة سلا، المطلوب في 51 قضية تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر.
ووفق معطيات أمنية موثوقة، جرى إخضاع الموقوف لتدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل توسيع دائرة التحقيقات وكشف خيوط الشبكات الإجرامية المرتبطة به داخل المغرب وخارجه.
اسم موسى فلكون ليس جديداً على الرأي العام، فقد ارتبط بـ”العرس الأسطوري” الذي هز إقليم الناظور، حين أقيم له حفل زفاف فاخر ببلدة أزغنغان وسط إجراءات أمنية مثيرة للجدل، حيث تحوّل العرس إلى استعراض علني للنفوذ والثراء غير المشروع، وأثار موجة استنكار واسعة بعد تداول صور ومقاطع فيديو توثق لمظاهر البذخ والحماية غير المعلنة التي حظي بها.
وقد ربطت مصادر حينها بين العرس وما وصف بشبكات تبييض الأموال وتهريب المخدرات العابرة للحدود، في ظل صمت رسمي غذّى الشكوك حول علاقات موسى فلكون داخل دوائر نافذة.
عملية التوقيف الجديدة تأتي لتضع حداً لمسار طويل من الإفلات من العقاب، حيث يُنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن تفاصيل دقيقة حول حجم الشبكة التي كان يديرها، وعلاقاتها الإقليمية والدولية، خصوصاً في ضوء تقاطع نشاطها بين المخدرات، السلاح، والاتجار بالبشر.
ويرى متتبعون أن سقوط موسى فلكون يشكل ضربة قوية لشبكات الجريمة المنظمة في المنطقة، ورسالة واضحة بأن الأجهزة الأمنية باتت أكثر عزماً على تفكيك البنى الإجرامية التي ظلت لسنوات تشكل تهديداً لأمن واستقرار البلاد.