تعيش مدينة تطوان على وقع نقاش محتدم حول مستقبل فريقها الأول “المغرب التطواني”، بعد نزوله إلى القسم الوطني الثاني، وما رافق ذلك من تجاذبات داخلية بين أطراف مختلفة تسعى للعودة إلى قيادة النادي أو التأثير في مساره.
مصادر رسمية أكدت أن السلطات المحلية بتطوان عبّرت عن غضبها من محاولات بعض الأطراف الزجّ بها في هذا الصراع، مبرزة أنها تقف على نفس المسافة من جميع المنخرطين، ولا تتدخل إلا في حدود ما يفرضه القانون، دعماً لاستمرار الفريق وضمان عودته إلى قسم الصفوة.
غير أن ما يزيد الوضع تعقيداً هو إصرار بعض الوجوه التي كانت جزءاً من الأزمة على العودة لقيادة النادي، وفي مقدمتهم الرئيس السابق رضوان الغازي. فالرجل يواجه رفضاً واسعاً من الجماهير التطوانية التي تحمّله مسؤولية الانهيار الحالي، معتبرة أن عودته لن تكون سوى استنساخ للفشل، بل لوّحت بعض مجموعات الألتراس بالاحتجاج في الشارع إذا عاد لرئاسة النادي.
في المقابل، يرى متابعون أن المكتب المديري الحالي لم ينجح بدوره في انتشال الفريق من أزمته، رغم الدعم السخي الذي وفّرته السلطات المنتخبة والمعيّنة، ما يعكس عجزه عن صياغة رؤية قادرة على إعادة النادي إلى مساره الطبيعي.
وسط هذا الانسداد، برز اسم الرئيس الأسبق عبد المالك أبرون، الذي يحظى باحترام شريحة واسعة من الجماهير والمنخرطين، ويُنظر إليه كـ”المنقذ المحتمل” إذا ما عاد إلى الواجهة بتحالف مع وجوه جديدة لم تتلطخ بالفشل. ومن أبرز هذه الأسماء محمد الجدعوني، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن استعداده لتحمّل المسؤولية إلى جانب أبرون.
منخرطون في برلمان النادي شدّدوا على أن استمرار نفس الأسماء التي ارتبطت بالفشل، سواء من المكتب السابق أو الحالي، لن يفضي إلا إلى إعادة إنتاج الأزمة، مؤكدين أن “الإصلاح لا يمكن أن يتم بنفس الأدوات التي صنعت الانهيار”. وباستثناء أبرون، يدعون إلى فسح المجال أمام طاقات جديدة قادرة على ضخ دماء مختلفة وإعادة النادي إلى سابق مجده وفي مقدمتها محمد الجدعوني.
يعيش المغرب التطواني مفترق طرق حاسماً بين الماضي المثقل بالفشل والمستقبل الذي يراهن على تحالف بين الخبرة والوجوه الجديدة. وبين ضغط الجماهير، وتريث السلطات، وتنازع الطموحات داخل البيت التطواني، يبقى السؤال مطروحاً: من يمتلك الشرعية والقدرة لقيادة مرحلة الإنقاذ؟