يعيش فريق المغرب التطواني على وقع زلزال جديد قد يغير ملامحه في قادم الأيام، بعد أن أعلن المكتب المديري للفريق، اليوم الأحد، عزمه تقديم استقالة جماعية بشكل نهائي للسلطات المختصة، على أن يتم تفعيلها خلال جمع عام استثنائي قريب. استقالة تأتي كاعتراف صريح بفشل المكتب في إنقاذ الفريق من “عنق الزجاجة” بعدما سقط رسميًا إلى القسم الوطني الثاني، رغم كل الوعود والدعم المالي والجماهيري الكبير الذي وُضع رهن إشارته.
المكتب الحالي، الذي وُلد كامتداد للجنة تصريف الأعمال، حاول مرارًا معالجة تراكمات واختلالات ثقيلة، لكن محاولاته باءت بالفشل، لتتأكد القاعدة الذهبية في كرة القدم: حين تغيب الرؤية، يسقط التاريخ مهما كان عريقًا. ومع رحيله، يُفتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول مستقبل “الروخي بلانكو”، الفريق الذي كان يومًا من كبار الكرة المغربية، ليجد نفسه اليوم أسير صراعات أشخاص و”حسابات كواليس” أنهكته أكثر مما أنقذته.
في قلب هذا المشهد المضطرب، يبرز اسم محمد الجدعوني، المنخرط الذي سبق أن عبّر عن رغبته في قيادة الفريق رفقة مجموعة من الداعمين، مقدّمًا برنامجًا متكاملًا إداريًا وماليًا وتقنيًا، يعد بعودة المغرب التطواني سريعًا إلى قسم الأضواء. رؤية جديدة طموحة قد تمثل نقطة انطلاق لحقبة مختلفة، خاصة أن الجدعوني يحاول الظهور بمشروع واضح المعالم لا بمجرّد وعود.
لكن الكواليس لا تهدأ، إذ يعود اسم الغازي إلى الواجهة، الرجل الذي وُجهت له اتهامات سابقة بكونه أحد أسباب الأزمات التي غرقت فيها سفينة الفريق، ليُقال إنه يعد العدّة للعودة مدعومًا بعدد من الأسماء القديمة والجديدة. وبين هذا وذاك، لا يُستبعد أن يعود اسم الحاج عبد المالك أبرون بقوة إلى المشهد، ذلك الرئيس الذي ربط الجمهور تاريخه الذهبي بالفريق، بعدما قاده لتحقيق لقبين للبطولة الوطنية، ولا يزال قطاع واسع من الأنصار يعتبره “الدواء الشافي” لأزمات النادي.
الصورة إذن معقدة: صراع بين جيل قديم يصر على البقاء وأسماء جديدة تبحث عن فرصة لإنقاذ الفريق. غير أن ما يبدو ثابتًا هو أن الكلمة الأخيرة لن تُحسم في دهاليز الكواليس فقط، بل ستبقى رهينة بما ستقرره الجماهير التطوانية، وخصوصًا تشكيلات الألتراس، التي لطالما كانت هي البوصلة الحقيقية لمسار النادي.
الأسابيع المقبلة قد تحمل مفاجآت مدوية، بين عودة أسماء من الماضي أو بزوغ مشروع جديد قادر على انتشال الفريق من كبوته. لكن المؤكد أن المغرب التطواني يقف اليوم على مفترق طرق تاريخي: إما ميلاد مشروع يعيد له بريقه، أو استمرار التيه داخل دوامة الفوضى والصراعات التي كلفت الفريق مكانته ومكانة مدينة بأكملها.