في قلب تطوان النابض، وأمام ساحة الفدان حيث تختلط أصداء الماضي بنبض الحاضر، يقف معلم تاريخي يروي فصولاً من ذاكرة المدينة. دار البومبا، التي كانت يوماً مقرّاً لفرقة الإطفاء الإسبانية، ولدت من جديد في أبهى حُلّة، لتصبح مطعماً راقياً يحتفي بالمطبخ التطواني بأبهى صوره.
منذ لحظة عبورك بوابة دار البومبا، يأخذك المكان في رحلة عبر الزمن. الجدران المزخرفة بالأقواس الأندلسية، والأرضيات التقليدية التي تحمل بصمة الصانع التطواني، تهيئك لاكتشاف عالم من النكهات التي تحكي قصة مدينة تتنفس التاريخ والفن والأصالة.
عامر بوهلال… الشيف الذي يطبخ بذاكرة المدينة
بلمسات الشيف عامر بوهلال، تتحول الوصفات التطوانية العريقة إلى لوحات فنية تزين الطاولة. اكتسب عامر خبرته في أرقى مطابخ برشلونة وغرناطة، لكنه عاد ليصب خبرته في أطباق تحمل روح مدينته. من “البسطيلة بالسمك” التي تذوب في الفم، إلى “الحريرة التطوانية” الغنية بالبهارات، كل طبق يُقدَّم هنا هو قصيدة حب لتطوان.
لا يكتفي المطعم بإحياء وصفات الأجداد، بل يقدمها بلمسة عصرية تليق بروح المكان. الجلسات تطل على ساحة الفدان، والأنغام الأندلسية تعانق رائحة الأكلات الطازجة، لتصنع أجواءً تجذب الذواقة من كل مكان.
وتعد تطوان، أو الحمامة البيضاء، واحدة من أرقى الوجهات السياحية في المغرب. بمزيجها الفريد من العمارة الأندلسية، والأسواق التقليدية، والشواطئ الساحرة على البحر الأبيض المتوسط، تقدم المدينة تجربة تجمع بين الثقافة والفخامة. هنا، يمكن للزائر أن يعيش ترف الاسترخاء في فنادق تاريخية، ويستمتع برحلة ذواقة بين أزقتها القديمة، حيث يعتبر دار البومبا إحدى أبرز محطاتها.
دار البومبا أو Amers ليس مجرد مطعم فاخر، بل منصة لإحياء التراث التطواني، حيث تنظم أمسيات موسيقية ومعارض صغيرة للصناعات التقليدية، مما يجعل التجربة هنا متكاملة: مذاق، تاريخ، وثقافة في قلب واحد.
