Web Analytics
الرياضة

المغرب التطواني… أزمة خانقة تهدد مستقبل الفريق العريق

غضب واحتقان بين المنخرطين وجماهير الفريق

يعيش فريق المغرب أتلتيك تطوان، أحد أعرق الأندية المغربية، وضعاً غير مسبوق من الأزمات المالية والتنظيمية، بعد سقوطه إلى القسم الوطني الثاني، في مشهد صادم لجماهيره التي كانت تمني النفس بمواصلة الفريق لمكانته بين الكبار.

ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المحلية والجمهور لدعم المكتب المديري ومحاولة تجنب هذا السيناريو، إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال. فقد فشل المكتب الحالي، وقبله لجنة تصريف الأعمال، في إنقاذ الفريق، بالرغم من المبالغ المالية المهمة التي رُصدت لهذا الغرض، والتي تقول مصادر مقربة إنها تعرضت لسوء تدبير وهدر في مجالات مشبوهة، ما دفع نائب الرئيس السابق حميد الدراق إلى رفع شكاية رسمية ما تزال قيد التحقيق.

الأزمة تفاقمت مع قرارات مثيرة للجدل اتخذها المكتب المديري، أبرزها التعاقد مع 15 لاعباً وجهاز تقني جديد في ظرفية مالية صعبة. هذه الخطوة، التي اعتبرها كثيرون “مجازفة غير محسوبة”، سرّعت من وتيرة الانهيار المالي للنادي، حيث استنزفت ما تبقى من موارده المحدودة، في وقت كان الفريق في أمسّ الحاجة إلى ترشيد النفقات وتوجيهها نحو تسوية الديون وإرساء دعائم استقرار مالي. وبدلاً من أن تشكل هذه التعاقدات دفعة إيجابية، تحولت إلى عبء ثقيل زاد من عمق الأزمة، وأدخل النادي في نفق الإفلاس من جديد.

لافتة سابقة رفعها أنصار الفريق

في المقابل، يعيش المنخرطون حالة غضب واستياء شديدين، بسبب ما يعتبرونه تجاهلاً وصمتاً غير مبرر من المكتب المديري، وعدم الاستجابة لمطالبهم بعقد اجتماع عاجل لمناقشة مستقبل النادي. أما الجماهير، فقد عبرت عن استيائها عبر مختلف المنصات، داعية إلى تحرك عاجل و”انتفاضة كروية” تعيد ترتيب البيت الداخلي.

على المستوى الوطني، كان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، قد شدد على ضرورة تفعيل نظام شركات الفرق. غير أن ملف شركة المغرب التطواني ما يزال معلقاً، حيث تبقى أصولها مرهونة لدى الرئيس السابق محمد الغازي، دون أي تحرك جدي لتسوية وضعيتها القانونية، وهو ما يعطل أي محاولة جادة لإنقاذ النادي عبر بوابة الاستثمار الرياضي.

وفي خضم هذا الوضع المقلق، يبرز دور الغيورين على الفريق كأمل أخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي مقدمتهم الرئيس التاريخي عبد المالك أبرون، الذي يحظى بثقة واحترام الجماهير بفضل تاريخه في قيادة النادي وتحقيقه لإنجازات بارزة. ويرى عدد من المتابعين أن تدخله، بما يملكه من خبرة ورمزية، قد يشكل نقطة تحول في مسار المغرب التطواني، شريطة أن يكون ذلك في إطار مشروع شامل يشارك فيه منخرطون نزهاء وفعاليات محلية قادرة على إعادة بناء الفريق على أسس قوية ومستدامة.

الجماهير التطوانية، وفي ظل هذا المشهد الملبد بالغيوم، تعقد آمالها على هذا التحرك المنتظر، أملاً في إعادة الفريق إلى سكته الصحيحة ووضع مفاتيحه في أيدٍ أمينة، قبل أن يبتلعه المجهول.

ويبقى السؤال الكبير الذي يفرض نفسه: هل تتحرك فعاليات المدينة لإنقاذ المغرب التطواني قبل فوات الأوان، أم سيظل هذا الصرح الرياضي رهينة صراعات شخصية وتسيير عشوائي قد يدفعه إلى الانهيار؟

زر الذهاب إلى الأعلى