Web Analytics
مقالات الرأي

العرائش.. الاستقالة بين التكتيك السياسي وتحقيق المطالب

بقلم رشيد العرايشي

في عالم السياسة، يظل التلويح بالاستقالة أحد الأساليب التي يلجأ إليها الفاعل السياسي لممارسة الضغط من أجل تحقيق مصلحة عامة يراها مهددة. هذا الحق، الذي يمارسه المنتخبون من داخل مواقع المسؤولية التي أوكلها لهم الناخبون، يعد جزءًا من العقد الاجتماعي الذي يقوم عليه جوهر المواطنة وممارستها، والذي ناضل الجميع من أجل تكريسه.

الاستقالة، أو التلويح بها، ليست قرارًا عابرًا، بل تعبير عن موقف نضالي يخضع لتقدير الفاعل السياسي نفسه، وفق منظور يعتبر السياسة فنًّا ممكنًا يجمع بين رفع المطالب والسعي إلى تحقيقها. وعندما تتحقق نسبة معتبرة من هذه المطالب، ينتفي مبرر التهديد بالاستقالة، ليحلّ محله شعور بالانتصار والرضا، باعتبار أن الهدف قد تحقق.

هذا ما برز مؤخرًا في حالة المنتخبة الجماعية بمجلس مدينة العرائش، السيدة “كوثر العمالي”، التي لوّحت بالاستقالة في خطوة اعتبرها كثيرون محطة فارقة في مسار الفعل الجماعي بالمدينة. هذه الخطوة شكلت، في نظر متابعين، تعبيرًا عن التلاحم بين المنتخبين ومطالب الساكنة، وفي مقدمتها مطلب الحفاظ على الذاكرة الجماعية للمدينة، وخاصة ما يتعلق بالشرفة الأطلسية، التي أثارت طريقة تهيئتها موجة من الامتعاض والغضب بين سكان العرائش.

الفعل النضالي، في نهاية المطاف، يخضع لمنطق التكتيك السياسي وحسن التقدير. وعندما يتحقق الهدف، يصبح من الأجدر الاستمرار في العمل من داخل المؤسسات لتعزيز الإنجازات وضمان استمراريتها، بدل الاكتفاء بالانسحاب أو الاكتفاء بالضغط.

زر الذهاب إلى الأعلى