في تفاعل مباشر مع المستجدات التي يعرفها ملف “الشرفة الأطلسية”، خرجت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال بإقليم العرائش ببلاغ للرأي العام المحلي والوطني، عبّرت من خلاله عن مواقفها تجاه الاحتجاجات السلمية التي شهدتها المدينة مؤخرا، دفاعا عن هذا المعلم التاريخي ورفضاً لما اعتبر “طمسًا لمعالمه المعمارية والرمزية”.
وجاء في البلاغ، الذي توصلت به الجريدة، أن ساكنة العرائش، إلى جانب أبنائها المقيمين بالخارج، أبانوا عن وعي وطني رفيع في تعبيرهم عن انشغالاتهم، في إطار روح دستور 2011 وتحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، مؤكدين تشبثهم بقيم المواطنة وحق المدينة في تنمية منصفة تحفظ ذاكرتها وهويتها.
واستعرضت المفتشية في بلاغها عدداً من المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقت بالمدينة، من قبيل تقوية الحاجز البحري، وترميم برج السعديين، وتهيئة شارع الدار البيضاء، وتوسيع شارع مولاي إسماعيل، وإعادة تهيئة “الشرفة الأطلسية”، مشيرة إلى أن هذه الأوراش تبعث على الأمل في عدالة مجالية طال انتظارها.
في السياق ذاته، ثمنت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال ما وصفته بـ”الانفتاح المؤسساتي” للسلطات الإقليمية، خاصة في الترخيص للاحتجاجات السلمية، وكذا توجيه الدعوة لمكونات المجتمع المدني لحضور اجتماع تشاوري بمقر العمالة يوم الثلاثاء 22 يوليوز، لبحث الملاحظات التقنية حول المشروع.
ودعت المفتشية إلى احترام الخصوصية التاريخية والمعمارية لـ”الشرفة الأطلسية”، بما في ذلك الحفاظ على رموزها الموروثة من الحقبة الرومانية، مثل الأعمدة وحدائق إسبريديس، والعريش، إلى جانب اعتماد اللونين الأبيض والأزرق في التهيئة، لما لهما من رمزية حضارية تعكس روح المدينة المتوسطية.
وطرحت المفتشية جملة من المقترحات التقنية لضمان تنمية متناغمة مع طابع المدينة، من بينها: الحفاظ على الانسياب البصري نحو البحر، استخدام الزليج التقليدي، توسيع المساحات الخضراء، احترام الطبوغرافيا الأصلية، إشراك خبراء الترميم، توفير الولوجيات للأشخاص في وضعية إعاقة، واعتماد إنارة عصرية.
وختم البلاغ بتجديد التأكيد على التزام الحزب بمتابعة الملف في إطار مؤسساتي ومسؤول، معتبرا أن نجاح المشروع يمرّ عبر مشاركة فعلية واستباقية للساكنة في كل مراحل الإنجاز، إيماناً بأن “التنمية تنطلق من الإنسان وتعود إليه”
