Vous avez dit :
لا يمكن التعامل مع الملاحظات الخمس التي أبداها والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، السيد “يونس التازي”، بشأن 11 نقطة مدرجة في جدول أعمال الدورة الإستثنائية لجماعة أصيلة، المقررة يوم 28 يوليوز الجاري، كأمرٍ عابر أو عادي قد يحدث في مناسبات متعددة. فالأخطاء التي تم تسجيلها لا يمكن تبريرها بالسهو أو قلة الخبرة، إذ إنها كثيرة ومتكررة، وكان بالإمكان تفاديها بجهد بسيط ومراجعة دقيقة الوثائق.
وتكتسب هذه الأخطاء أهمية خاصة بالنظر إلى توفر جماعة أصيلة على أطرٍ إدارية مؤهلة، من بينها مديرة المصالح، والموظف أحمد بلقايد، الذي شغل سابقاً منصب مدير المصالح بالجماعة، وانتقل لاحقاً إلى طنجة قبل أن يعود إلى أصيلة، وهو من المقربين من رئيس الجماعة الدكتور طارق غيلان. كما يبرز اسم فؤاد بوراس، الموظف المعروف بخبرته، ما يجعل تبرير هذه الأخطاء أمراً غير مقبول.
الحادثة الأخيرة ليست استثناءً، فقد ثم تسجيل خطأ اخر، عندما ثم رفض تفويضات ثلاث نواب الرئيس بسبب خطإ اداري، وهو ما اعتُبر استهتاراً من طرف الموظف الذي أوكلت له هذه المهام. هذه الوقائع تعزز قناعة لدى عدد من المتابعين بأن هناك أطرافاً تحاول اضعاف مؤسسة رئيس جماعة أصيلة وإظهاره في صورة غير القادر على التسيير والتدبير، وهو ما يستدعي منه مبادرات جريئة لوضع النقاط على الحروف، وتمييز ما بين من يعمل لخدمة المدينة وساكنتها عمّن يسعى وراء مصالح شخصية.
وتبدوا الأزمة أكثر تعقيداً داخل صفوف الأغلبية المسيرة، المكوّنة من حزب الأصالة والمعاصرة (البام)، حيث برزت مؤشرات صراع داخلي قد تتطور إلى معارضة من قلب الأغلبية نفسها، وذلك مباشرة بعد افراز المكتب الجديد مباشرة بعد وفاة الرئيس الراحل محمد بن عيسى. ويعزز هذه المخاوف ما صرّح به المستشار الجماعي إلياس الزعار، عبر صفحة الناشط محمد بن علال، المعروف بـ”أوباما”، من معطيات واتهامات خطيرة تستدعي رداً واضحاً من الجهات المعنية، لأن مدينة أصيلة أكبر من أن تكون رهينة لهذه التجاذبات.
منذ رحيل محمد بن عيسى، الذي كان رمزاً لمرحلة سابقة، جعلت من أصيلة أيقونة ثقافية على المستويين الوطني والدولي، تشهد المدينة تراجعاً في الأداء السياسي وضعفاً في الفعالية التدبيرية. ويأتي هذا في وقت تحتاج فيه أصيلة إلى مشاريع تنموية واضحة وإلى تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المتعثرة.
الدورة الاستثنائية المقبلة مرشحة لأن تكون دورة “ساخنة”، لكن الأمل يبقى معقوداً على أن تكون سخونة النقاش وسيلة لخدمة المدينة وتسريع التنمية، لا مجرد ساحة لتصفية الحسابات الحزبية والشخصية.