تعيش ساكنة منطقة وادلاو التابعة لإقليم تطوان خلال الصيف الحالي حالة من الصدمة والقلق بسبب السلوكيات “التمييزية” التي ينهجها باشا المنطقة تجاه عدد من المواطنين.
فبينما كانت الحملة التي أطلقها لتحرير الملك العمومي على شواطئ المنطقة خطوة مُرحَّب بها من المصطافين والسكان على حد سواء، إلا أن استثناءه لكشك كبير يقع في نقطة استراتيجية على الشاطئ، يقال إنه يعود لشخصية نافذة، أثار العديد من التساؤلات حول نوايا هذه الحملة وحول وجود سياسة “المحاباة” التي يبدو أنها تظل مهيمنة على تعاملات المسؤولين المحليين.
ورغم أن حملة تحرير الملك العمومي قد أُطلقت في محاولة لإزالة الفوضى وتنظيم الشواطئ، إلا أن المفاجأة كانت في استثناء الكشك، مما جعل العديد من المواطنين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التفضيل. فهل يعكس هذا نوعًا من المحاباة لصالح شخصيات نافذة؟ وهل أصبح “باك صاحبي” هو المعيار الذي يتم من خلاله تنفيذ القرارات؟
يبدو أن سياسة “المحاباة” التي يُمارسها باشا وادلاو لا تقتصر فقط على هذه الحادثة، بل هي جزء من نمط أكبر في التسيير المحلي الذي يضر بالعدالة والمساواة بين المواطنين. إذ أن هناك تفرقة في تطبيق القوانين، حيث يتم فرض القوانين والإجراءات على فئات معينة من السكان، في حين يتم التنازل عنها لصالح آخرين فقط لأنهم يمتلكون علاقات أو نفوذًا في المنطقة.
ما يثير القلق في هذه الممارسات هو تبعاتها القانونية والاجتماعية. فمن جهة، قد تفتح هذه التصرفات المجال لمساءلة قانونية إذا ثبت أن هناك فسادًا إداريًا أو استغلالًا للمنصب، وهو ما سيضر بمصداقية المؤسسات الحكومية في نظر المواطنين. ومن جهة أخرى، فإن هذه السياسات قد تساهم في تعزيز شعور بالإقصاء بين السكان الذين يشعرون بعدم الإنصاف بسبب استثناءات تُمنح لبعض الأشخاص دون غيرهم.
إن استمرار مثل هذه الممارسات قد يؤثر على استقرار المجتمع، ويعزز ظواهر التمييز الاجتماعي، مما يعطل جهود الإصلاح ويقوض أسس العدالة الاجتماعية التي تسعى الدولة لتكريسها. وفي هذا السياق، من الضروري أن تتدخل الجهات المسؤولة لضمان تطبيق القوانين بشكل عادل ومنصف، دون تمييز أو محاباة، وأن تُحارب كل مظاهر الفساد الإداري والتلاعب بالملك العمومي.
وفي ظل هذه الأوضاع، يبقى التساؤل قائمًا: هل سيتخذ المسؤولون خطوات حقيقية لمكافحة هذه الظواهر؟ وهل ستستمر السلطات في تغاضيها عن هذه الممارسات أم ستدافع عن حقوق المواطنين وتضع حداً للتمييز والمحسوبية في المنطقة؟.