Web Analytics
ثقافة وفنون

الفيلم التربوي القصير “عزيمة”.. رؤية تربوية فنية لمواجهة العنف المدرسي

في إطار الرهانات التربوية الراهنة التي تستدعي تجديد أدوات التعبير والتحسيس، يبرز الفيلم التربوي القصير “عَزِيمَة” كإنتاج متميز لنادي الإعلام والتواصل بمدرسة المتنبي الابتدائية، يجمع بين المقاربة التربوية والبصمة الفنية.

الفيلم، الذي جاء في قالب بصري حساس ومعبّر، يعالج ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، وهي من أبرز المعضلات التربوية التي تستوجب نقاشًا مجتمعياً واسعاً وتدخلاً تربوياً فعّالاً. هذا العمل التربوي المتميز هو ثمرة فكرة وسيناريو وإخراج المختص الاجتماعي محمد أوعليت، وتأطير فني من الأستاذة حنان الجراي، اختار المخرج تسليط الضوء على هذه الإشكالية من خلال قصة التلميذة ديهيا، التي تواجه بوحدةٍ صامتةٍ أشكال التنمر والعنف النفسي، لكنها تنتصر بإرادتها وعزيمتها، متسلّحةً بموهبتها في الرسم، التي حوّلت الألم إلى أمل، والجراح إلى لوحات ناطقة.

“عَزِيمَة” ليس مجرّد عمل مدرسي عابر، بل تجربة فنية تربوية متكاملة تحمل رسالة واضحة: تمكين المتعلمين من التعبير، وإعلاء صوتهم في وجه كل مظاهر الإقصاء والعنف. كما يؤكد الفيلم على أهمية الفنون كأداة للتماسك النفسي والاجتماعي، وعلى الدور الحيوي للمحيط التربوي في احتضان الطاقات الإبداعية الناشئة.

لقد استطاع هذا العمل أن يمزج بين بساطة الطرح وصدق الأداء، وبين جمالية الصورة وقوة الرسالة، ما يجعله جديرًا بأن يُعرض في محافل تربوية وفنية، ومرشحًا ليكون نموذجًا لما يمكن أن تنتجه المؤسسات التعليمية من إبداع واعٍ ومؤثر.

إن “عَزِيمَة” دعوة للتأمل، ورسالة إلى كل فاعل تربوي بأن التغيير ممكن حين تمتزج المعرفة بالحس الإنساني، والفكر بالإبداع.

زر الذهاب إلى الأعلى