احتفت مؤسسة منتدى أصيلة، مساء يوم أمس السبت 5 يوليوز الجاري، بتجليات إبداعية جديدة في موسم أصيلة الثقافي، حيث شارك فنانون تشكيليون من المغرب ومن دول أخرى في عمل فني جماعي ضم إبداعات متميزة من أطفال المدينة الذين أنجزوا جدارياتهم تحت إشراف فنانين متخصصين.
شكل هذا النشاط الجماعي تتويجًا لبرنامج مكثف استمر طيلة أيام، حيث تحولت جدران أحياء المدينة إلى لوحات فنية حية، في إطار تقليد سنوي يدمج بين التعليم والتعبير البصري، ويتيح للأطفال فرصة إبراز مواهبهم تحت إشراف فنانين محترفين.
وتخلل الحفل الذي أقيم في ساحة عبد الله كنون “القامرة” بالمدينة العتيقة، فعاليات ثقافية متنوعة، حيث قدم الأطفال والشباب المشاركون في ورشة الكتابة والتعبير الأدبي قراءات شعرية وسردية. كما شهدت الفعالية لحظة موسيقية مميزة، شارك فيها أطفال معهد البحرين للموسيقى الشرقية، الذين استفادوا خلال الأيام الماضية من ورشة تدريبية في التربية الموسيقية.
وفي جانب رمزي، حرص المنظمون على إهداء العمل الفني الجماعي إلى روح محمد بن عيسى، مؤسس موسم أصيلة الثقافي، الذي كان له دور بارز في تعزيز البعد الدولي للمدينة، سواء على المستوى الثقافي أو الدبلوماسي.
وفي تصريح خاص لـ شمال بوست، قال حاتم البطيوي، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة: “هذه الفعالية هي في المقام الأول احتفاء بإبداعات الفنانين المشاركين، لكنها تحمل أيضًا بعدًا رمزيًا قويًا لاستحضار إرث الراحل محمد بن عيسى. لقد جعل من الفن مرآة للحوار والانفتاح على مدار عقود”.
وأضاف البطيوي: “اليوم، يواصل موسم أصيلة إشعاعه بفضل وفاء أبنائه لروح المؤسس، وعملهم الدؤوب على تطوير أدوات العمل الثقافي دون المساس بجوهره أو رموزه. إن العمل الفني الجماعي هو احتفاء بالتعدد الثقافي ودرس في التعايش، وهو ما كان يؤمن به الراحل طوال حياته”.
من المنتظر أن تعقد الدورة الخريفية لموسم أصيلة في بداية فصل الخريف المقبل، والتي ستشمل مجموعة من الندوات الفكرية وورشات التكوين الأدبي بمشاركة مفكرين وشخصيات ثقافية من مختلف بلدان الجنوب.