Web Analytics
أخبار الشمال

جهود استثنائية لتحرير شواطئ الشمال.. لكن الظواهر المشينة ما زالت تُعكر صفو المصطافين

مع حلول موسم الصيف، تبذل السلطات المحلية بشواطئ الشمال، خاصة ساحل عمالة المضيق الفنيدق، جهودًا مكثفة لإعادة الشاطئ إلى رواده الحقيقيين، من خلال حملات متواصلة لتحرير الملك العمومي البحري من الاحتلال العشوائي للكراسي والطاولات، التي لطالما شكّلت مصدر شكاوى متكررة من طرف المصطافين والزوار.

ورغم أهمية هذه المجهودات، التي لقيت استحسانًا من فئات واسعة من مرتادي الشاطئ، إلا أن تحرير الفضاءات الساحلية من التسيب التجاري لا يبدو كافيًا لوحده لضمان راحة المصطافين، في ظل تنامي سلوكات مشينة ومقلقة داخل الشاطئ، من بينها لعب كرة القدم في أماكن مزدحمة، ما يهدد سلامة الأطفال والعائلات، إضافة إلى مظاهر تدخين الشيشة واستهلاك مواد محظورة، وهو ما يتنافى مع الأجواء العائلية التي يُفترض أن تميز هذا الفضاء العمومي.

 

وينص القانون رقم 81.12 المتعلق بالساحل، في مادته السابعة، على ضرورة حماية الراحة والصحة العامة داخل الشواطئ، وضمان الحق في الولوج إليها بشكل حر ومجاني، مع منع كل نشاط من شأنه الإضرار بالبيئة الساحلية أو الإخلال بالنظام العام. كما يمنح هذا الإطار القانوني للسلطات صلاحيات واسعة لتنظيم استعمال الشواطئ وتحديد الأنشطة المسموح بها، خاصة خلال موسم الاصطياف.

وفي ظل هذا الوضع، يتساءل العديد من المواطنين من مرتادي الشواطئ
هل ستكثف السلطات مجهوداتها لقطع الطريق أمام هذه التصرفات غير المسؤولة، بنفس الحزم الذي تعاملت به مع احتلال الملك العمومي؟
وهل سيتم اعتماد مراقبة مستمرة تضمن تطبيق مقتضيات القانون 81.12 على أرض الواقع، بما يحفظ كرامة وسلامة المصطافين وحقهم في الترفيه في ظروف آمنة ونظيفة؟

الموسم السياحي لا يزال في بدايته، ما يمنح الفرصة لتدارك هذه المظاهر السلبية وتكريس ثقافة احترام الفضاءات العامة، حتى تظل شواطئ الشمال قبلة مفضلة لآلاف الزوار كل صيف، لا فقط بجمال شواطئها، بل أيضًا بنظامها واحترامها لحق الجميع في الاستجمام.

زر الذهاب إلى الأعلى