في عملية أمنية دقيقة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي الجبهة، التابع لإقليم شفشاون، من فك خيوط جريمة غامضة طال أمدها، تتعلق باختفاء شخص في ظروف غامضة منذ ما يقارب السنة والنصف.
وتعود وقائع القضية إلى اختفاء شعيب المساوي، المنحدر من مدينة تطوان، والذي كان يشتغل قيد حياته في قطاع البناء بمنطقة إساكن بإقليم الحسيمة. فقد فُقد أثره بشكل مفاجئ، ما أثار قلق أسرته وأصدقائه الذين بذلوا مجهودات كبيرة بحثًا عنه، دون جدوى.
وبفضل تتبّع أمني دقيق ومراقبة تقنية متواصلة، قادت خيوط التحقيق إلى تتبّع مصدر مكالمات هاتفية أجريت عبر هاتف الضحية، ما مكن مصالح الدرك من توقيف شخص ينحدر من إقليم تاونات، اتضح خلال البحث أنه اشترى الهاتف من شخص آخر تم إيقافه لاحقًا بمنطقة إساكن.
هذا الأخير كان قد اشتغل مع الضحية في ورشة بناء، وخلال التحقيق، اعترف بأنه تورط في جريمة قتل راح ضحيتها زميله المساوي، إثر خلاف حاد نشب بينهما في موقع العمل. وبعد محاولات مراوغة وتضليل، أقر الجاني بوقائع الجريمة، وكشف عن مكان ارتكابها.
وبتنسيق مع السلطات القضائية، انتقلت عناصر الدرك إلى مسرح الجريمة، مستعينة بكلاب بوليسية مدرّبة، حيث جرى العثور على جمجمة الضحية مدفونة تحت رصيف منزلي قام الجاني ببنائه لإخفاء معالم الجريمة. ولا تزال الأبحاث جارية للعثور على باقي رفات الجثمان، تمهيدًا لاستكمال فصول هذا الملف الجنائي المؤلم.
وقد تم تقديم المشتبه فيه أمام أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بتطوان، في انتظار اتخاذ المتعين قضائيًا في حقه.
وتسببت هذه الواقعة في صدمة كبيرة لدى أسرة الضحية ومعارفه، خاصة أن الراحل كان معروفًا بأخلاقه الطيبة، وتفانيه في العمل، وسعيه الدائم لإعالة أسرته الصغيرة بكرامة.