Web Analytics
أخبار الشمال

أصيلة: تلاميذ ثانوية وادي الذهب يتألقون في نتائج الباكالوريا بمعدلات مشرفة

Vous avez dit :

 في لحظة اختلطت فيها مشاعر الفخر بالامتنان، ومع نهاية موسم دراسي حافل بالتحديات، سجلت ثانوية وادي الذهب التأهيلية بمدينة أصيلة حضورًا لافتًا في نتائج امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2024-2025، حيث تمكن عدد من التلاميذ والتلميذات من تحقيق معدلات متميزة وضعتهم في صدارة مختلف الشعب والمسالك، مما يعكس تميزًا فرديًا وجماعيًا يستحق التنويه.

وسط أجواء مشحونة بالترقب والضغط النفسي، اجتاز المترشحون والمترشحات امتحانات الباكالوريا لهذا العام، في سياق وطني تطبعه تحديات الإصلاحات التربوية وتحديث المناهج الدراسية. غير أن هذه الإكراهات لم تمنع نخبة من تلاميذ المؤسسة من التألق، محققين نتائج جد إيجابية أفرزت أسماءً لامعة في قائمة الأوائل.

أعلى معدل في المؤسسة… من شعبة الآداب

في مقدمة المتفوقين، تألقت التلميذة ليلى خليف، التي أحرزت أعلى معدل في المؤسسة، بلغ 17,24 في شعبة الآداب، متربعة بذلك على عرش التفوق بثانوية وادي الذهب. وقد لفتت ليلى الأنظار منذ بداية السنة الدراسية بمواظبتها وتفوقها المعرفي، إضافة إلى انخراطها الإيجابي في الحياة المدرسية، مما جعلها نموذجًا يحتذى في صفوف زملائها.

تميز علمي لافت

في شعبة العلوم الفيزيائية – خيار فرنسي، برز اسم التلميذ عمرو عظامي، الذي حقق معدلًا مميزًا بلغ 17,14، وهو معدل يعكس تفوقه الأكاديمي واستعداده لخوض مسارات عليا في مجال العلوم الدقيقة أو الهندسة.

أما في شعبة العلوم الفيزيائية، فقد سجلت التلميذة شيماء البحراني معدل 14,11، مشكّلة بذلك واحدة من أبرز الوجوه العلمية بالمؤسسة، فيما تألق التلميذ مروان السلامي في شعبة علوم الحياة والأرض بمعدل 13,97، ما يعكس تمكنه من مواد علم الأحياء والجيولوجيا التي تتطلب تركيزًا وتحليلًا عاليًا.

في المقابل، تمكنت التلميذة كوثر دودي من تحقيق معدل 14,46 في شعبة العلوم الاقتصادية والتدبير، وهو معدل يترجم كفاءتها في المواد ذات الطابع الحسابي والتحليلي، ويؤهلها لولوج مسالك واعدة في الاقتصاد أو التدبير المالي.

جهود جماعية وراء التفوق

في تصريح خص به “شمال بوست”، عبّر أحد أطر المؤسسة عن اعتزازه بهذه النتائج، مشيرًا إلى أن “التفوق الدراسي الذي سجلته ثانوية وادي الذهب لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة عمل جماعي تكاملي انخرط فيه الأساتذة والأطر الإدارية والتربوية، بدعم من الأسر التي وفرت لتلاميذها بيئة محفزة على التعلم والانضباط”.

وأوضح المتحدث أن المؤسسة حرصت على توفير الدعم البيداغوجي والنفسي للتلاميذ، لاسيما المقبلين على الامتحانات، عبر تنظيم حصص للمراجعة والتوجيه التربوي، مما ساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم في التحضير للامتحانات.

ما بعد النجاح… تحديات جديدة

رغم لحظة الفرح التي تعيشها الأسر والتلاميذ، إلا أن النجاح في الباكالوريا يشكل أيضًا بداية جديدة لمسار يتطلب المزيد من التخطيط والاختيار الصائب. ويستعد المتفوقون الآن لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن تخصصاتهم الجامعية، في ظل تعدد الخيارات واشتداد المنافسة على ولوج المدارس العليا والكليات المرموقة.

وفي هذا الصدد، أشارت مصادر من داخل ثانوية وادي الذهب إلى أن المؤسسة تعمل على مواكبة الناجحين من خلال جلسات إرشاد وتوجيه فردية وجماعية، تهدف إلى تمكينهم من اختيار المسارات الدراسية التي تنسجم مع ميولاتهم وكفاءاتهم الأكاديمية.

المدرسة العمومية… تصنع مازالت الفارق

النتائج المشرفة التي حققتها ثانوية وادي الذهب التأهيلية تشكل أيضًا رسالة أمل قوية بقدرة المدرسة العمومية على إنتاج التميز، وتفنيد الصور النمطية السلبية التي تلاحقها في بعض الخطابات الإعلامية. كما تعكس هذه النتائج فعالية الاستثمار في العنصر البشري كرافعة أساسية لأي إصلاح تعليمي جاد.

في مدينة أصيلة، التي عُرفت منذ عقود بثرائها الثقافي وانفتاحها الفكري، يشكل هذا التفوق الدراسي امتدادًا طبيعيًا لمسار طويل من التراكم المعرفي والإنساني.

وقد جاءت نتائج ثانوية وادي الذهب لتؤكد أن المدينة لا تضيء فقط بمهرجاناتها الفنية والثقافية، بل أيضًا بعقول وسواعد شبابها الذين يصنعون الفرق بهدوء وثقة في مستقبل أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى