Web Analytics
أخبار الشمال

من نائب برلماني إلى “مُتسوّل حزبي”..هل هي نهاية وشيكة لمسار برلماني فقد ثقة “البام” وخسر دعم القواعد؟

يبدو أن خيوط المشهد الانتخابي في دائرة طنجة أصيلة بدأت تتعقد قبل أوانها، مع تداول معطيات عن احتمال تخلي حزب الأصالة والمعاصرة عن تزكية أحد برلمانييه الحاليين، نتيجة تصدع علاقته بعدد من قيادات الحزب، وتراجع وزنه التنظيمي والميداني.

مصادر متطابقة تحدثت عن حالة من الارتباك السياسي يعيشها النائب البرلماني المعني، في ظل غياب أي إشارات من القيادة الجهوية أو الوطنية للحزب تؤكد تجديد الثقة فيه، بل على العكس، تؤكد المعطيات ذاتها أن هناك ميلًا داخل قيادة البام إلى القطع مع عدد من الوجوه القديمة التي أصبحت، في نظر البعض، عبئًا على صورة الحزب وسيرورة تجديد نَفَسه التنظيمي.

 الكواليس تشتعل: القيادة تتبرأ والدعم يتبخر

بدأت ملامح تصدع تنظيمي تظهر على سطح حزب الأصالة والمعاصرة في الدائرة البرلمانية طنجة أصيلة، حيث تشير مصادر من داخل الحزب إلى أن برلمانياً بارزاً، يشغل حالياً مقعداً تشريعياً باسم البام، أصبح خارج حسابات التزكية المقبلة، الأمر الذي يتطلب منه تفاوضا سياسيا أو تسولا ان صاح التعبير لبعض الأحزاب السياسية لعلها تمنحه التزكية.

القيادة الجهوية، ومعها دوائر التأثير في الرباط، لا تُبدي أي نية لتجديد الثقة في البرلماني المذكور، الذي أصبح، حسب التعبير المتداول في الكواليس، “ورقة منتهية الصلاحية”. وفي الوقت الذي تتحرك فيه هياكل الحزب نحو تجديد الوجوه وضخ دماء جديدة، يجد الرجل نفسه على هامش كل النقاشات الداخلية.

عداوات بالجملة وعزلة تنظيمية خانقة

لم تكن الخلافات مع منير ليموري، رئيس جماعة طنجة، سوى أولى حلقات التوتر السياسي بين البرلماني وباقي مكونات الحزب. فقد اتسعت رقعة التصدع لتشمل مناضلين وفاعلين في جناح أصيلة، الذين رفضوا استمرار نفس الأساليب في تدبير العمل السياسي والانتخابي.

تؤكد مصادر من داخل الحزب أن البرلماني المذكور خسر دعم أبرز الفاعلين الترابيين، وهو اليوم محاصر بتنظيم يلفظه، وقاعدة انتخابية تتآكل يوماً بعد يوم.

وفي هذا الصدد يقول مسؤول محلي داخل حزب الأصالة والمعاصرة ، في تصريح خاص للجريدة الإلكترونية “شمال بوست”:

“الحزب تغيّر، ومن يرفض التغيير لن يجد له مكاناً في المرحلة المقبلة”.

مغازلة الأحزاب… والرهان على مقعد برلماني بألوان جديدة

في ظل هذا الوضع، تشير المعطيات إلى أن البرلماني المعني فتح قنوات غير رسمية مع عدد من الأحزاب السياسية المنافسة، في محاولة لإيجاد مخرج آمن يضمن له الاستمرار في قبة البرلمانية، أبرزها حزب السنبلة كما يغازل الحمامة، وان كان يعي جيدا أن المسألة ليست بتلك السهولة. فالأحزاب الكبرى تشترط أداءً انتخابياً وميدانياً قوياً، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل تراجع شعبيته وانحسار ثقله المحلي. أما الأحزاب الصغرى، فقد تتردد في احتضانه خوفاً من التورط في صراعاته السابقة أو الإرث الثقيل الذي يحمله معه.

ويبقى خيار الترشح مستقلاً وارداً، لكنه محفوف بالمخاطر، خصوصاً أن دائرة طنجة أصيلة تعرف أعرافاً انتخابية صارمة وتحالفات قبلية ومصلحية لا ترحم.

البام يعيد ترتيب البيت بهدوء: لا مكان للوجوه المتهالكة

تعيش الأصالة والمعاصرة اليوم مرحلة إعادة هيكلة على الصعيدين الجهوي والوطني. الحزب يبدو حريصاً على تصفية الملفات التي تسببت في اهتزاز صورته في فترات سابقة، وهو يتجه بثبات نحو ترشيح وجوه  ذات رصيد ميداني قوي.

في هذا السياق، تعتبر القيادة الحزبية أن التزكية لم تعد امتداداً للولاء، بل استحقاقاً سياسياً وتنظيمياً. وهي رسالة صريحة لكل من يراهن على تاريخه الشخصي دون اعتبار للتحولات الجارية، كما انها رسالة واضحة لكل من يحاول أن يروج لقريب أو ابن له، في محاولة للتوريث.

السياسة الحالية نابعة من قناعة تامة، لكي يتمكن البام مستقبلا التواجد بشكل قوي وكبير في حكومة المونديال، سواء كشريك في الحكومة المغربية، أو كحزب يترأس الحكومة لأول مرة في تاريخه.

المشهد الغامض… هل تكون نهاية السياسية للرجل 

بين مطرقة الإقصاء من داخل الحزب، وسندان الغموض حول مستقبله السياسي، يبدو أن البرلماني المذكور يدخل مرحلة اللايقين. خياراته محدودة، وحلفاؤه يتناقصون، فيما تتجه البوصلة التنظيمية في اتجاه آخر.

فالمتتبع للشأن السياسي المحلي، سوف يتذكر جيدا، انه لم ينجح في الإنتخابات 2011 أو الإنتخابات الجزئية من حصد مقعد برلماني بعدما كان وصيفا في سنة 2011، كما لكم ينجح في الإنتخابات التشريعية التي سبق الإنتخابات الأخيرة، ليفوز بمقعد برلماني بعد رحيل فؤاد العماري وعدم خوضه لهاته التجربة السياسية، حيث تمكن من حصد مقعد برلماني في الإنتخابات التشريعية 2021.

لكن اليوم الوعي السياسي الحاصل لدى العديد من القيادات الحزبية وطنيا، قد تعقد الأمر أمام مثل هاته النمادج السياسية، التي لم تنجح في توسيع قاعدتها الإنتخابية

📝 “لا يوجد موقع دائم في السياسة، بل هناك موقع يتجدد بالكفاءة والثقة”،
تقول إحدى البرلمانيات بحزب الأصالة والمعاصرة

في تصريح خصت به جريدة شمال بوست

وفي انتظار الإعلان الرسمي عن لوائح الترشيحات، يبقى السؤال قائماً، هل يستطيع هذا البرلماني إعادة تشكيل موقعه السياسي؟ أم أن صفحة من مساره البرلماني سوف تُطوى بصمت رهيب؟، فالتاريخ سوف يتذكر له كيف انتهى مساره السياسي، لا كيف بدأه وهو أمر عادي في عالم السياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى