في حادث مأساوي جديد يعيد إلى الواجهة خطر الزواحف السامة في مناطق شمال المغرب، توفي أحد سكان دوار “حداقة” التابع لجماعة تمروت بإقليم شفشاون، متأثراً بلدغة أفعى سامة باغتته حين كان يحاول إنقاذ دجاجه من هجوم مفاجئ.
وبحسب مصادر محلية، فقد هرع الضحية، وهو فلاح في الخمسينات من عمره، إلى قنّ الدجاج بعد سماعه لأصوات غير معتادة، ليصادف أفعى سامة تتجول قرب الساحة الأمامية لمنزله. ورغم محاولته إبعادها دون استخدام أدوات واقية، تعرض للدغة مفاجئة أفقدته وعيه على الفور، قبل أن يسقط أرضاً مغمى عليه.
ووسط غياب الأمصال المضادة بجل المراكز الصحية القروية، تم نقل المصاب على وجه السرعة إلى أحد مستشفيات مدينة مكناس، في محاولة لإنقاذ حياته. إلا أن السمّ انتشر بسرعة في جسده، ما أدى إلى وفاته بعد ساعات من وصوله.
أفاعي الشمال.. الخطر الصامت
وتشهد العديد من المناطق القروية بإقليم شفشاون تزايداً في عدد الحالات المرتبطة بلدغات الأفاعي والعقارب، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، حيث تخرج هذه الزواحف من جحورها بحثاً عن الغذاء أو بفعل اضطرابات في موائلها الطبيعية.
ويُعتبر شمال المغرب، خاصة أقاليم شفشاون، الحسيمة، وتطوان، موطناً لعدد من أنواع الأفاعي، أخطرها الأفعى القرناء (Vipera latastei)، المعروفة محلياً بـ”الحنش الكرون”، وهي أفعى سامة ذات قرنين فوق العينين، تنشط في المناطق الجبلية والحراجية، وتملك سماً قد يكون قاتلاً في غياب تدخل طبي سريع.
كما تنتشر في المنطقة أفاعٍ أخرى أقل خطورة مثل الأفعى ذات الحلقات وأفعى الماء، إلا أن تشابهها البصري مع الأنواع السامة يزيد من تعقيد التعامل معها ميدانياً من طرف السكان غير المتخصصين.
غياب الأمصال.. ثغرة صحية تنذر بالخطر
وتشتكي ساكنة دواوير شفشاون من غياب الأمصال المضادة لسم الأفاعي في المراكز الصحية القروية، رغم تكرار الحوادث كل صيف. ويضطر أهالي الضحايا إلى نقل المصابين عشرات الكيلومترات إلى مدن مثل تطوان، فاس أو مكناس، ما يقلل من فرص النجاة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بلدغات أفاعٍ شديدة السمية.
وتطالب جمعيات مدنية وحقوقية بضرورة تجهيز المستوصفات المحلية بالأمصال الضرورية، وتعزيز التوعية الوقائية في صفوف الساكنة، خصوصاً المزارعين والرعاة والأطفال.
