Web Analytics
أخبار الشمال

غياب ليموري عن المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة.. تصدع داخلي أم ترتيب انتخابي؟

المختار لعروسي

في خضم مشهد سياسي داخلي يتسم بالاحتقان وإعادة التموضع، شرعت الأحزاب المغربية في إعادة ترتيب أوراقها استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وفي هذا السياق، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن تشكيلة جديدة للمكتب السياسي، خطوة وُصفت بأنها استباقية لمحطة 2026، غير أن اللافت فيها كان غياب اسم بارز: منير ليموري، عمدة مدينة طنجة وأحد الوجوه الشابة المحسوبة على الجيل الجديد داخل الحزب.

“رسالة سياسية” أم قرار تنظيمي؟

غياب ليموري عن التشكيلة الجديدة أثار ردود فعل واسعة، واعتبره كثيرون “رسالة سياسية” لا تخلو من دلالات، تتجاوز الطابع التنظيمي العادي. فالرجل، الذي نجح في قيادة لائحة الحزب خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2021 بمدينة طنجة، يُعد من الأسماء التي راهن عليها الحزب لتمثيل تطلعات النخب الجديدة.

إعادة ترتيب البيت الداخلي.. والإقصاء الصامت

قيادة الحزب، وعلى رأسها فاطمة الزهراء المنصوري، تروّج منذ فترة لخطاب يُركز على “التحديث التنظيمي” و”تجديد النخب الحزبية”، وهي مقاربة فتحت المجال لتحولات جذرية في مراكز النفوذ داخل الأصالة والمعاصرة. المنصوري، التي تُطرح بقوة كمرشحة محتملة لرئاسة الحكومة في أفق “مونديال 2030″، تبدو حريصة على تطويق دوائر القرار والرهان على وجوه تنسجم مع تصورها للمرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق، لم يعد حضور ليموري في المكتب السياسي ضمن الأولويات، خاصةً مع غيابه اللافت عن الأنشطة المركزية للحزب خلال الشهور الأخيرة، ما غذى التكهنات بوجود فتور في علاقته بالقيادة الوطنية.

هل دخل ليموري “منطقة الظل”؟

يرى متتبعون للشأنين المحلي والسياسي أن إقصاء ليموري لا يخلو من رسائل سياسية، خصوصاً بالنظر إلى موقعه كعمدة لمدينة استراتيجية بحجم طنجة. ووفق معطيات حصلت عليها شمال بوست، فإن الحزب يشهد “صراعاً ناعماً” بين تيارات داخلية، بعضها يعتبر أن ليموري أصبح يتحرك بشكل مستقل عن توجهات القيادة، فيما يرى آخرون أن الأمر يدخل في إطار إعادة توزيع مراكز القوة استعداداً للاستحقاقات المقبلة.

انعكاسات محتملة على مستقبل العمدة

ورغم احتفاظه بمنصبه كعمدة لطنجة، إلا أن تهميشه من المكتب السياسي قد ينعكس سلباً على موقعه داخل الحزب، خصوصاً على مستوى القرار الجهوي وترشيحات البرلمان أو الغرف المهنية. مصدر حزبي أكد لـشمال بوست أن “مراكز القرار داخل الأحزاب المغربية تظل حكراً على من يوجد في قلب الدائرة المركزية، وغياب ليموري قد يكون مقدمة لإبعاده عن دوائر التأثير داخل الجرار.”

استبعاد دائم أم مرحلة عابرة؟

يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان هذا الغياب مؤشراً على إقصاء دائم، أم مجرد مرحلة مؤقتة في ظل تحولات قد تفرزها موازين القوى والتحالفات داخل الحزب. فالأصالة والمعاصرة، كغيره من الأحزاب الكبرى، يسير على إيقاع توازنات دقيقة بين منطق “التمثيل الجهوي” و”الولاء للقيادة”.

وحتى اللحظة، لم يصدر أي توضيح رسمي بشأن تغييب ليموري عن المكتب السياسي، رغم أن اسمه كان متداولاً بقوة في كواليس الحزب على المستوى الوطني. كما حاولت شمال بوست التواصل مع عمدة طنجة لأخذ رأيه في الموضوع، إلا أن المحاولة لم تُكلل بالنجاح.

البيت الداخلي للجرار.. هدوء يسبق العاصفة؟

تفيد معطيات الجريدة أن الصراع داخل الأصالة والمعاصرة لا يزال في مرحلته “الهادئة”، ما يجعل مستقبل ليموري السياسي رهيناً بمدى قدرته على التكيف مع التغييرات الجارية، أو إعادة تموقعه بما يضمن استمراريته في المشهد المحلي والوطني.

وفي مقابل ذلك، يواجه الحزب تحدياً حقيقياً في الحفاظ على تماسكه الداخلي، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة قيادته الحالية على الموازنة بين طموحات الزعامة ومقتضيات الانفتاح على نخب جهوية أثبتت حضورها في الميدان.

زر الذهاب إلى الأعلى