Web Analytics
مقالات الرأي

أهي نزوة عابرة أم وحيٌ لكبح نجم الحركة الشعبية؟

بقلم الدكتور غيلادني إسماعيل

إن المتتبع للشأن السياسي المغربي لا بد أن يلاحظ الدينامية المتسارعة التي يشهدها حزب الحركة الشعبية بقيادة أمينه العام، السيد محمد أوزين.

تصاعد لافت في الحضور السياسي والإعلامي، بخطاب متميز لا يخلو من الجرأة المعهودة، جعله معارضًا شرسًا غير تقليدي، ومصدر إزعاج حقيقي للخصوم السياسيين، سواء داخل قبة البرلمان، حيث يتقن الحضور ويتفنن في المرافعات الدقيقة والموثقة، أو من خلال خرجاته الإعلامية والمناظرات السياسية والفكرية التي يناور فيها بذكاء لافت، كاشفًا هشاشة تسيير حكومي هاوٍ، في محيط من الكفاءات المنفوخة إعلاميًا، والمفككة واقعيًا.

 الدكتور غيلادني إسماعيل
الدكتور غيلادني إسماعيل

ولعل لجنة تقصي الحقائق حول مستوردي اللحوم كانت القشة التي قصمت ظهر الخصوم؛ جبنٌ وتضارب مصالح يثير الاشمئزاز، فما جدوى التباهي أمام الكاميرات وأنتم عاجزون عن المواجهة والانضمام إلى اللجنة؟ أأنتم برلمانيون مواطنون أم مدافعون عن مصالحكم ومصالح الحكومة؟ نحن خصومكم يوم تبعثون!

التحركات الميدانية، والتعبئة المكثفة، وإعادة الانتشار في كل جهات وربوع المملكة، برفقة القيادات والمناضلين، تشكل دليلًا واضحًا على التماسك والالتحام، ورسالة مشفرة لكل واهم حالم بانشقاق سريالي لا يوجد إلا في مخيلة مشروخة نخرها الوهن. وما زيارة أرفود إلا ردٌ قاسٍ على ازدرائهم المبحوح.

بعد هذا الصعود الصاروخي لأسهم الحركة الشعبية في الساحة الوطنية، وفي بورصة الاستحقاقات الانتخابية، وأمام انحدار أحزاب الأغلبية وفرار العديد من قياداتها نحو الخيمة الحركية، كان لا بد من التفكير في كيفية كبح جماح هذا المد، فاختاروا الترويج لانشقاق وهمي وتأسيس حزب بلا روح، لا يعدو أن يكون جعجعة بلا طحين.

تخيلناكم أكثر فطنة ودهاء، لكن واقع الحال يثبت للمرة المليون أنكم فاشلون. تنتظرون رصاصة الرحمة، في حين أن ثمنها أغلى منكم، أيها البائسون.

زر الذهاب إلى الأعلى