في لحظة علمية استثنائية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، خطف العلامة الطنجاوي محمد ساوير المنصوري الأضواء، بعد أن توجت أطروحته لنيل الدكتوراه بميزة “مشرف جدا مع التنويه والتوصية بالطبع”، في تكريم مستحق لرحلة علمية استقصت عمق الذاكرة الروحية والأمنية للمغرب.
شهدت قاعة سيدي عبد الله الترغي، يوم الثلاثاء 20 ماي 2025، جلسة مناقشة أطروحة حملت عنوانا غير مألوف لكنه عميق الدلالة:
“الزاوية المغربية وأبعادها الإيمانية والأمنية من القرن 11هـ إلى القرن 14هـ – المنطقة الشمالية نموذجا”، حيث قاد الباحث بحثا دقيقا في خبايا التاريخ المغربي، كاشفا عن الأدوار المعقدة التي لعبتها الزوايا الصوفية في تثبيت الأمن الروحي والاجتماعي، بل وحتى في نسج التوازنات السياسية.
اللجنة العلمية، المتخصصة والرفيعة، لم تخف إعجابها بجدة الموضوع وصرامة المنهج، لتمنح الباحث هذا التتويج الأكاديمي المرموق، وسط حضور لافت لأساتذة وباحثين ومهتمين بتاريخ المغرب الديني والمؤسساتي.
هذا الإنجاز يندرج في سياق اهتمام متجدد بإعادة قراءة التراث الصوفي المغربي، خاصة ما يتعلق بالزوايا ودورها المفصلي في صناعة الهوية الجماعية، وتحصين المجتمع من التفكك والاضطراب على مدى قرون.
العلامة المنصوري، بصوته الهادئ وأسلوبه العميق، أعاد عبر أطروحته فتح ملفات مسكوت عنها في تاريخ الزوايا، واضعا بذلك لبنة فكرية جديدة في صرح الدراسات الإسلامية المعاصرة.