Web Analytics
أخبار وطنيةمقالات الرأي

هل أفشل الوالي التازي مخطط التماسيح والعفاريت المشككين في أدائه والراغبين في رحيله؟

المختار لعروسي

خلق تواجد الوالي يونس التازي، على رأس  ولاية  جهة طنجة تطوان الحسيمة، نوعا من ردود الأفعال المتباينة، والتي انقسمت ما بين مؤيد للرجل ومدافع عنه عن طريقة عمله.

ان ردود الأفعال هاته، يمكن أن تعتبر ايجابية، بل  وسابقة في مدينة طنجة، لأنها كسرت قاعدة الصمت خصوصا  في عهد الولاة السابقين، اذ لم  نسمع كثيرا الأصوات المنتقدة لهم ولطريقة عملهم الا بعد رحيلهم، وان كان الوضع انذاك يستوجب التدخل والانتقاد أكثر من اليوم، الا ان ردود الأفعال هذه يجب أن تكون من منطلق معطيات دقيقة جدا ومن منطلق قناعة أن الإنتقاد الإيجابي قد يكون بوصلة للإصلاح الحقيقي، عكس الإنتقاد الهدام الذي يخدم الأجندات السياسية لبعض الجهات الغير الراضية على طريقة اشتغال الوالي التازي، خصوصا بعدما  استطاع القطع مع تغول بعض السياسيين وتأثيرهم في القرارات المتخدة من طرف السلطة، كما قطع مع سياسة الريع.

فالمتتبع لمسار الرجل، منذ توليه رئاسة ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، سوف يعي جيدا كيفية تطور أداءه، الذي قد لا يختلف الكثيرون عن  كونه أخذ وقتا كافيا للتعرف أكثر على خصوصيات الجهة عامة وطنجة خاصة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي وحتى الإجتماعي والرياضي، لكنه أقلع بعد ذلك بسرعة القطار الفائق السرعة.

هذا الأمر جعل جل متتبعي الشأن المحلي والسياسي بالمدينة، يتأكدون أن الوالي التازي  يسير بتباث، والدليل هو أن الرجل يظل تابثا في مكانه مع كل التعديلات التي تمس رجال السلطة، كما أنه أصبح يتابع بشكل مباشر كل كبيرة وصغيرة بالمدينة بل وبالجهة، ويسهر على نجاحها، ولعل وثيرة الإصلاحات الأخيرة التي تشهدها مدينة طنجة تؤكد ذلك، فعدد من الاختلالات البسيطة والمتجاوزة التي يتم تسجيلها بشكل يومي لا يتحمل مسؤوليتها الوالي فقط، بل حتى السلطات المنتخبة والمقاولات التي كلفت بتنفيد المشاريع وفق المسطرة المتبعة.

وانطلاقا من كون أن من يمارس يخطأ، فالأخطاء الناتجة عن مؤسسة الوالي، هي أخطاء ناتجة عن العمل المتمثل في التدبير اليومي، وهو امر عادي جدا، فالانسان غير معصوم من الخطأ، مادامت  هذه الأخطاء لا تمس بمصلحة المواطنين ولا تعرقل بشكل من الأشكال المشاريع التي تشهدها المدينة، ولا تعرقل العمل السياسي للأحزاب السياسية التي تحترم نفسها.

بالمقابل فإن الخطير في الأمر ، هو وجود لوبي سياسي يحاول تصفية حساباته مع أكبر مؤسسة بالجهة، بل تحاول تفصيل مقاس الوالي على قياسها وحاجياتها ومطالبها، لتطبل له في حضوره، وتغتابه في ظهره، وتحاول فرملة طريقة اشتغاله، وهو الأمر الذي تفطن له السيد التازي جيدا.

كل ما يمارسه اليوم ممن أسماهم بنكيران بالعفاريت والتماسيح، يحاولون من خلاله تحقيق مطامعهم السياسية والإقتصادية، وهو امر غير مقبول تماما، لأن الإنتقاد وطرح البدائل لها ميكانزماتها والياتها وأيضا مكانها الطبيعي، والمتمثل في ما يجب ان تطرحه الصحافة المهنية النزيهة التي تنقل الخبر وتنتقد من منطلق التنبيه وتطوير الأداء ومن منطلق نقل المعلومة لا غير.

اننا اليوم لا ندافع عن الوالي ولا عن مؤسسته، لأن عمله وطريقة اشتغاله هي الوحيدة التي سوف تدافع عن أحقية تواجده على رأس مؤسسة الوالي، كما أننا لن نبخل عنه بالكشف عن بعض النواقص او الإنتقادات البناءة ان وجدت وبشكل مهني.

لكن لا يمكننا  أيضا الإنصياع والإنسياق وراء مخطط سياسي خفي  يهدف  الى التشويش وتشويه مسار رجل يعمل بتفان.

زر الذهاب إلى الأعلى