كلما طورت أجهزة الدولة أساليب وآليات تطويق ومحاصرة الجريمة ومرتكبيها، يجتهد المجرمون في تطويع وتكييف أساليبهم مع الوقائع والمعطيات المستجدة للتحايل على القانون وتجاوزه، وهذا نظام طبيعي للتدافع الانساني بين الخير والشر.
وفي عصرنا الحالي أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي واحدة من أبرز تلك الأساليب في التحايل على القانون واستهداف عناصر تصريفه، عبر تسخير الإشاعة بالدرجة الأولى لهندسة وتوجيه الجمهور والنيل من عزم وهمم الشرفاء في تطبيق القانون.
ولعل المثال الواضح في هذه العملية المعقدة التنفيذ، ما يتعرض له والي أمن تطوان “محمد الوليدي” منذ مدة ليست بالقصير من استهداف يكاد يكون منظما وذو أهداف واضحة عنوانها الأبرز “إبعاد الرجل عن رأس أمن ولاية تطوان لإعادة عقارب الجريمة إلى الوراء”.
ساكنة ونخب مدينة تطوان والنواحي يعرفون جيدا وبل ولمسوا على أرض الواقع التغيير الكبير جدا الذي حدث بالمنطقة منذ أخذ “الوليدي” بزمام أمن مدن الولاية، وكيف تم تجفيف منابع الإجرام وتحريم المنطقة على أباطرة المخدرات، حتى صارت تطوان مضربا للمثل في الأمن والأمان على المستوى الوطني، بل إن مراجعة لعدد أباطرة المخدرات والمجرمين الذين تم تقديمهم للعدالة في زمن قيادة الرجل لطمأنينة ساكنة الحمامة البيضاء يظهر بشكل قطعي نجاحه في فك شفرة جعل المنطقة آمنة لأبناءها وزوارها.
هذا الزخم والنجاح الواضح في تدبير أمن تطوان التي كانت تعتبر كارتيلا وعاصمة لتجار وأباطرة المخدرات خاصة أن الله حباها بأجمل منتجعات وسواحل الوطن، وضع المحرومين من العربدة بها وتنظيم الأنشطة الخارجة عن القانون فيها، في نفس السكة والمستنقع مع أعداء الوطن الذين يستهدفون رموزه وأركانه في الأمن والدفاع والاستخبارات خدمة لأجندات خارجية.
الوليدي والي أمن تطوان تعرض منذ مدة ليست بالقصيرة إلى حملة متواصلة عبر استخدام سلاح الإشاعة للنيل منه وضرب معنوياته وتثبيط عزيمته لتشتيت أهدافه أولا، وأيضا النيل من ثقة رؤسائه ومحاصرتهم في زاوية اعتبار الرجل عبئ عليهم بسبب الكلام المتداول في حقه وإن كان غير صحيح والكل في تطوان نقطة اشتغاله موقن بعدم صدقيته، بل إن الغالبية من العارفين بالمنطقة يعلمون أن الأمر مجرد تحالف هجين بين مهربي المخدرات وعملاء الاستخبارات الأجنبية بأهداف مختلفة لكن تتقاطع في هدف ضرب الأمن الذي تنعم به المملكة عموما وولاية تطوان بشكل خاص.
في تطوان لن تحتاج إلى كثير بحث أو تقصي لتعلم أن إجماعا غير مسبوق حصّله “الوليدي” من ساكنة المدينة كرجل أمّنهم وطمأنهم بل وجعل زيارات ملكهم نصره الله إلى منطقتهم مرضيٌّ عليها ما يفرحهم ويسعدهم بسعادة ولي أمرهم، لكن بالمقابل هناك إجماع من الفاسدين وأباطرة المخدرات وأعداء الوطن أن الرجل كابوس يجب التخلص منه وإبعاده ليحصل كل مجرم فاسد خائن على مبتغاه رغما عن أمن الوطن.