قرار إلغاء خط الطيران المباشر بين طنجة وورزازات، الذي كانت تشغله شركة “ريان إير”، ما زال ثير موجة من التساؤلات في الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة في ظل غياب بديل يعوّض خدماته الحيوية، سواء على المستوى السياحي أو الإنساني والاجتماعي.
الخط الجوي، الذي تم إطلاقه في إطار شراكة بين الحكومة وشركة الطيران المنخفضة التكلفة “ريان إير”، كان يهدف في أساس إلى ربط مدينة ورزازات بجهات الشمال والمساهمة في تعزيز الجاذبية السياحية للجنوب الشرقي، عبر الاستفادة من حركة المسافرين من طنجة وشمال إسبانيا. إلا أن إلغاءه شكل مفاجأة نظرا للإقبال الكبير سواء في الجانب السياحي أو المهني، بعد أن تحول هذا الخط إلى وسيلة فعالة وسريعة في فترات الذروة والمناسبات.
وفي هذا الصّدد، قال عبد المولى أمكسو، عضو مجلس جهة درعة تافيلالت، إن خط طنجة – ورزازات، أُطلق في إطار سياسة الحكومة وشركة “ريان إير” لربط المدن غير المتوفرة على منصات جوية، وكان نصيب ورزازات هو الارتباط بمنصة طنجة، مؤكدا أن “هذا الإلغاء لم يُفهم بعد”.
ووفق بعض المهتمين، فإن الهدف كان جلب السياح من شمال المغرب وجنوب إسبانيا، لو تم فعلا الترويج له، لكن المفاجأة أن الخط خدم فئة كبيرة من اليد العاملة المنحدرة من درعة، والمشتغلة في المناطق الصناعية بالشمال، والتي وجدت فيه وسيلة إنسانية لزيارة الأهل”.
خصوصا أن “هذا الخط عرف إقبالا كبيرا، خصوصا في فترات الذروة والمناسبات، لكنه أُلغي دون تعويض، رغم أنه كان يختصر 800 كلم في ساعة واحدة فقط. ومنذ ذلك الحين، لا يمر يوم دون أن يُطرح السؤال عن مصيره، مما يؤكد مدى الحاجة إليه”.
من جهته، عبّر المنتدى المغربي للمواطنة والدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقه البالغ بشأن القرار الأخير المتعلق بتعليق الخط الجوي الرابط بين ورزازات وطنجة، معتبرا أن “هذا الخط شكّل منذ إطلاقه وسيلة حيوية لخدمة عدد كبير من المسافرين، كما مثّل محركًا اقتصاديًا هامًا للمنطقة”.
وأوضح المنتدى المذكور في رسالة مفتوحة إلى شركة “ريان إير”، أن “ تعليق هذا الخط الجوي سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي، من خلال تراجع عدد السياح والزوار إلى المنطقة، وسيؤدي إلى صعوبات متزايدة أمام الأفراد للوصول إلى طنجة”.
وأبرز المنتدى في الوثيقة ذاتها، أن “هذا الوضع سيؤثر على الروابط الأسرية والمهنية على حد سواء، وهو ما يساهم في فقدان العديد من فرص العمل، سواء في قطاع الطيران أو السياحة”.