في شمال المغرب، على ضفاف الأطلسي، تستريح مدينة أصيلة كعروسٍ تتهيأ لعدسة مخرج بارع. لم تعد هذه المدينة الهادئة مجرّد فضاء للراحة والاستجمام، بل تحوّلت إلى مزار فنيّ وسينمائي يستهوي كبار المخرجين وصنّاع الصورة حول العالم.
ما إن تطأ قدماك أرض أصيلة حتى تأخذك أزقتها المزخرفة وأبوابها الزرقاء إلى مشهد يبدو كأنّه لوحة تنبض بالحياة. مزيجٌ من الألوان، والضوء الطبيعي الساحر، والمحيط الذي يعانق الأسوار القديمة، جعل من المدينة ديكورًا مفتوحًا يُلهم الكاميرا ويحرّك خيال الكتّاب والمخرجين.
لقد أصبحت أصيلة قبلة لتصوير الأفلام والمسلسلات والإعلانات، بفضل طابعها المعماري الفريد وهدوئها الذي يعكس عمقًا دراميًا وإنسانيًا قلّ نظيره. كثير من الأعمال السينمائية وجدت فيها الجمال البصري والروح الأصيلة، فاختارتها لتكون خلفية لمشاهد خالدة، مما أضفى على المدينة بُعدًا فنيًا جديدًا، وأكسبها إشعاعًا يتجاوز حدود الجغرافيا.
وما يُميّز أصيلة حقًا، ليس فقط جمالها الطبيعي، بل احتضانها للفنون عبر مواسمها الثقافية ومعارضها التشكيلية، مما جعلها مدينة تُجيد الإصغاء للفن بكل لغاته، وتفتح ذراعيها لكل عدسة تبحث عن الأصالة والجمال.
هكذا تواصل أصيلة حكايتها مع العالم… لا كمدينةٍ تُزار، بل كقصيدة تُصوَّر.
