اختتمت مساء اليوم السبت فعاليات الدورة الربيعية للنسخة الخامسة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، المنظمة من 05 إلى 20 أبريل، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
والذي نظم في مدينة أصيلة المغربية على شكل معرض “تشكيليات فصول أصيلة 2024 “، المنظم برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، بحضور ثلة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالفن والإبداع.
وقدم المعرض، المنظم في إطار الدورة الربيعية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين، للزوار والمهتمين بالفنون مجموعة من اللوحات والقطع الفنية الخاصة بمؤسسة منتدى أصيلة، والتي تم إبداعها في إطار مختلف المشاغل الفنية المنظمة طيلة سنة 2024.
وضم المعرض، الذي تواصل إلى غاية 19 أبريل، حوالي 60 عملا منجزا من طرف فنانين ومبدعين من عدد من الدول، من بينها الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وبريطانيا، ومصر، وفرنسا، والسنغال، وإسبانيا، وسوريا، والمغرب،بالإضافة إلى أعمال الأطفال المنجزة ضمن فقرة “مواهب الموسم”.
ومن بين الفنانين العارضين سناء الـسرغيني وعبد القادر المليحي وعبد الصمد بويصرامن وطارق فيطح وسهيل بنعزوز وسارة أحلالوم ومصطفى العلمي وسوسن المليحي (المغرب)، وفاليري هيربين (فرنسا)، وفلور هورخاليث فرانسيا (إسبانيا)، وأيمي سيليستين نديوني (السنغال)، وخالد الساعي (سوريا/الإمارات العربية المتحدة)، وعلي علي سلطان (سوريا/إسبانيا)، ولبنى الأمين (البحرين)، ونازلي مذكور (مصر)، والذين تجمع إبداعاتهم بين الصور الشخصية والشخصيات والمناظر الطبيعية النابضة بالحياة والطبيعة الصامتة، مما يغوص بالزوار في عالم مليء بالسحر والجمال.
ودعا المعرض عموم المتلقين إلى اكتشاف رسومات ولوحات متنوعة ومتعددة الألوان والاشكال، والتي تعتبر نتاج إبداع فنانين من مختلف المشارب والآفاق وذوي حساسيات مختلفة، لكن تجمع بينهم فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي.
وأبرز الأمين العام المساعد لمؤسسة منتدى أصيلة، توفيق لوزاري، أن هذا المعرض، الذي يسلط الضوء على المجموعة الفنية الخاصة للمؤسسة، يشكل فرصة للجمهور لاكتشاف أعمال فنية أبدعها فنانون شغوفون وملتزمون من عدة دول، والذين شاركوا في مختلف المشاغل والإقامات الفنية المنظمة سنة 2024 في إطار موسم أصيلة.
وأضاف لوزاري، في تصريحه، أن هذا المعرض قدم للزائرين انغماسا حقيقيا في عالم فريد من نوعه، مليء بسحر الإبداع والجمال والسكينة، مؤكدا أن الجمهور كان لديه أيضا الفرصة لتقدير إبداعات أطفال الموسم.
ومن جانبه، أعرب الفنان عبد القادر المليحي، عن سعادته لرؤية أعماله الفنية التي أبدعها في إطار الدورة الماضية للموسم معروضة أمام عشاق الفن والإبداع، معتبرا أن المعرض فرصة للاحتفاء بمواهب وإبداعات عدد من الفنانين المرموقين وطنيا ودوليا، الذين شاركوا في مشاغل الفنون المنظمة في إطار الدورات الربيعية والصيفية والخريفية العام الماضي، والتي أتاحت للفنانين فرصة تقاسم تجاربهم وأفكارهم ومعارفهم في هذا المجال.
وقال المليحي إنه تناول موضوع الماء في أعماله المعروضة، والتي تعتمد على عمل جرافيكي عن الإنسان من خلال تاريخه ووجوده وعلاقته مع الكائنات الحية الأخرى على الأرض وفي الطبيعة، وشاكرا سكان وزوار مدينة أصيلة الذين جائوا للمعرض لاكتشاف الأعمال الغنية بالألوان التي أبدعها فنانون موهوبون ومبدعون، من خلفيات متنوعة ومدارس فنية مختلفة.من جهتها، أشارت الفنانة كوثر الشريكَي، المشرفة على ورشة “مواهب الموسم”، إلى أن هذا المعرض هدف إلى الاحتفاء بإنجازات الأطفال المستفيدين من الورشة، مؤكدة أن هؤلاء “الفنانين الناشئين” لا يخفون فرحتهم برؤية أعمالهم معروضة إلى جانب إبداعات الفنانين الكبار والمعروفين.
وسجلت الشريكَي أن هذا المعرض قدم أكثر 20 عملا فنيا من إبداع أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاما، مشيرة إلى أن هذه الإبداعات تجسد حساسية وإبداع أطفال ويافعين موهوبين.
يذكر أن صيف سنة 1978 عرف ميلاد أول مشغل للفنون التشكيلية بمدينة أصيلة، بمناسبة تنظيم الدورة الأولى لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي أبدعه الراحلان محمد بن عيسى ومحمد المليحي. وقد شارك في هذا الحدث ثلة من الفنانين المرموقين من المغرب ومن خارج الوطن.
ومع توالي الدورات، شكّلت هذه المشاغل فضاءً للقاء بين الفنانين والنقاد، وأرضية خصبة لتلاقح تجاربهم الإبداعية وتبادل طموحاتهم الفنية تحت تأطير نخبة من الفنانين الروّاد.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الربيعية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين انعقدت من 5 إلى 20 أبريل الجاري ، وتخصصت للفنون التشكيلية، حيث شملت معارض وورشات فنية شارك فيها فنانون من المغرب، والبحرين، وإسبانيا، وسوريا، ورومانيا، وبلجيكا، وبريطانيا، كما تحتضن مشغل مواهب الموسم (مرسم الطفل) ومشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل.