Web Analytics
سياسة

أصيلة تروي جثمان وزير الخارجية الأسبق “محمد بن عيسى”..وتطوي صفحة رجل استثنائي

جنازة مهيبة، تلك التي احتضنتها مدينة أصيلة عصر اليوم الأحد 2 مارس الموافق لفاتح رمضان، حيث ثم  تشيّيع جثمان الراحل “محمد بن عيسى”، وزير الخارجية الأسبقورئيس جماعة أصيلة، الذي وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض.

حضور غفير حج من أجل تشييع جثمان رئيس المجلس الجماعي لأصيلة، وأحد رجالات الدولة المغربية، حيث أقيمت   صلاة الجنازة على الراحل بالمسجد الكبير أومسجد الأعظم بأصيلة، وذلك  بحضور وزراء حاليين وسابقين مثل” ادريس جطو، ساجد، نبيل بن عبد الله، ناصر بوريطة، نزار بركة، أوجار،  يونس سكوري،ىإضافة إلى والي جهة طنجة يونس التازي ورئيس مجلس جهة شمال المملكة “عمر مورو” ورئيس المجلس الإقليمي طنجة أصيلة وعمدة مدينة طنجة، وعدد من البرلمانيين والمنتخبين والمثقفين والفنانين أمثال لطيفة أحرار، وعدد من المقربين وأصدقاء الراحل، وتمثيليات من دول الخليج، قبل أن يُوارى الثرى بمقبرة الزاوية العيساوية أو ما يعرف عليها بزاوية بن عيسى وهو نفس المكان الذي دفن فيه والده، وكان بن عيسى قد وصى بدفنه هناك.

وكان الراحل محمد بن عيسى قد نقل  الأحد الماضي، إلى المستشفى العسكري بالرباط، بتعليمات ملكية سامية، بعدما تدهورت حالته الصحية نتيجة مضاعفات المرض اذ كان يعالج بمستشفى خاص.

خبر وفاة “معالي الوزير السابق”، نزل كالصاعقة على كل معارفه، حيث تلقت عائلته وأقاربه رسال نعي متعددة أبرزها نعي صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

الفقيد محمد بنعيسى، الذي رأى النور  يناير 1936 بمدينة أصيلة،وبالضبظ بمنزل والده بالمدينة العتيقة،  يُعد أحد أبرز الوجوه السياسية الثقافية والدبلوماسية التي بصمت المشهد المغربي لعقود، فهول الرجل الذي استوز في عهد ملكي البلاد المغفور له الحسن الثاني والملك محمد السادس.

بدأ مشواره المهني في منظمة الأمم المتحدة، حيث شغل لسنوات طويلة منصب مستشار للاتصال بمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” في العاصمة الإيطالية روما، قبل أن يعود إلى المغرب سنة 1977 وينتخب نائباً برلمانياً، ثم رئيسا للمجلس الجماعي  لمدينة أصيلة سنة 1984، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية وفاته.

مسيرة بنعيسى السياسية والثقافية قادته إلى تقلد مسؤولية وزارة الثقافة سنة 1985، حيث عمل على النهوض بالفنون وصيانة التراث المغربي، قبل أن يُعين سفيراً للمغرب لدى الولايات المتحدة سنة 1993، وفي سنة 1999 أسندت إليه حقيبة وزارة الخارجية، التي احتفظ بها في عهد الملكين الراحل الحسن الثاني والحالي محمد السادس إلى حدود 2007.

سياسيا انتمى الراحل الى حزب التجمع الوطني للأحرار الى جانب عصمان، وكان من أبرز المساهمين في تأسيس الحزب وتتبيث ثوابته وطنيا، بعدها اصبح يترشح كرجل سياسي مستقل، قبل أن يلبس عباءة حزب الأصالة والمعاصرة خلال الإنتخابات الأخيرة التي نظمت يوم 8 شتنبر 2021، حيث كان عضو المكتب السياسي للحزب في عهد الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، وأنتخب خلال ذات السنة برلمانيا بمجلس المستشارين.

تميز  الراحل بحرصه الشديد على الدفاع عن المصالح العليا للمملكة وتعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية، كما ارتبط اسمه بموسم أصيلة الثقافي، الذي تحول على يديه إلى واحد من أبرز التظاهرات الثقافية في العالم العربي وإفريقيا.

بفضل مساره الغني، حظي محمد بن عيسى بتكريمات وأوسمة رفيعة، من بينها وسام “الصليب الأعظم لجوقة الشرف” سنة 1999، ولقب دكتور فخري من جامعة مينيسوتا عام 2007، إضافة إلى جائزة “بطرس غالي” سنة 2022، اعترافاً بجهوده في خدمة السلام وحقوق الإنسان.

رحيل محمد بن عيسى، خلفا حزنا كبيرا وسط معارفه، اذ من الصعب ان يتم تعويض رجل ساهم بشكل كبير في كتابة تاريخ المغرب الحديث او المعاصر، فحتى من يختلف معه ومع سياسته يقر انه من الصعب ان تشهد أصيلة ميلاد رجل حديدي بقيمة محمد بن عيسى.

زر الذهاب إلى الأعلى