لم تعد كلية الآداب والعلوم الانسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، فضاء لنشر العلم والمعرفة وتخريج الأدباء والعلماء، بقدر ما تحولت إلى مختبر لإنتاج الفضائح والفساد المالي والأخلاقي.
فلا تكاد تخفت شمعت فضيحة حتى توقد نار فضيحة جديدة لهيب حرارتها أشد من الأولى، وهكذا دواليك في كلية كان عمداؤها أعلام علم وثقافة ووطنية كالكتاني، وسارت الركبان بذكر أساتذتها الأجلاء منارات للمعرفة والتكوين، حتى انقلب الزمان وصار الأعلام علامات مسجلة في الفضيحة ونزلت الركبان خجلة من حال حملة مشعل العلم الذين بدلوه بمشاعل الليالي الحمراء وأرصدة حساباتهم في التجارة في كل شيء باسم العلم إلا العلم.
شمال بوست وقفت على ملفات فساد مالي وأخلاقي يستحي التحقيق الصحفي عن كشفه خجلا وغيرة على سمعة الجامعة المغربية التي حولها تجار العلم والمعرفة إلى سوق مرة للتجارة في البشر وأخرى للتجارة في المشاريع الوهمية لتسمين الأرصدة البنكية، ناهيك عن البيع والشراء في الشواهد (الاجازة والماستر والدكتوراه) وفضائح التهافت على المناصب.
لم يتسع بعدُ الخرق على الراقع، لكن تدخل العقلاء بالجامعة وقبلها الوزارة وكذلك المجلس الأعلى للحسابات والنيابة العامة… كفيل بحفظ ماء وجه من أسسوا للعلم والمعرفة بجامعة عبد المالك السعدي وكلية الآداب والعلوم الانسانية بمرتيل، قبل أن تتحول إلى بقرة حلوب ولعوب في يد صغار القوم الذين لبسوا ثوب حملة المشعل فكان أوسع من جشعهم وكبتهم.
سيكون قراء الموقع على موعد مع سلسلة من المقالات عن فضائح عجائبية أبطالها يفترض أنهم أجلاء شُرّفوا بأمانة تأطير أجيال من الطالبات والطلبة لكنهم أصرّوا ويصرّون على أنهم جنسُ ضباع لا يؤتمنون ومعدنهم غدر الرسالة ونهب المال العام وآخر همهم أن يحمدوا الله رب العالمين.