كشفت وزارة الداخلية الإسبانية أن الفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق بلنسية في أواخر أكتوبر أسفرت عن تسجيل مساعدات دولية غير مسبوقة. واستجابة لتفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي، أرسلت دول مجاورة مثل المغرب والبرتغال وفرنسا فرقًا متخصصة وآلات لدعم عمليات التعافي والتنظيف.
ووفقًا بلاغ رسمي، فقد كان المغرب من بين أوائل الدول التي عرضت المساعدة بعد الفيضانات في 29 أكتوبر، وقد وافقت حكومة بلنسية على العرض المغربي الذي يتضمن 24 شاحنة و70 عاملًا متخصصًا في استخراج ونقل الأوحال والنفايات. هؤلاء العمال المغربيون سيتعاونون مع الفرق المحلية، مما يُبرز أهمية التضامن العابر للحدود في أوقات الأزمات.
هذا الجهد يظهر العلاقة القوية والديناميكية بين المغرب وإسبانيا، التي تقوم على التعاون والاحترام المتبادل. السنوات الأخيرة شهدت تعزيز العلاقات بين الدولتين بمبادرات مشتركة في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والثقافة. أثبت المغرب أنه شريك رئيسي لإسبانيا في مواجهة التحديات الإقليمية، بدءًا من الهجرة وصولاً إلى مكافحة تغير المناخ.
المساعدات المقدمة بعد الفيضانات في بلنسية تمثل مثالاً آخر على هذه الشراكة التي تتجاوز البعد الدبلوماسي، معبرة عن صداقة والتزام حقيقيين لتلبية احتياجات كل دولة في أوقات الأزمات. يعكس هذا التعاون الثقة المتبادلة بين الطرفين، ويعزز مكانة المغرب وإسبانيا كحليفين طبيعيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط.