Web Analytics
أخبار وطنية

أصيلة..خبراء وباحثون يناقشون واقع الحركات الدينية والحقل السياسي بالوطن العربي

شدد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير الخارجية السابق، محمد بن عيسى، خلال الندوة، التي حملت عنوان “الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟”، خلال فعاليات الدورة الـ 45 من مهرجان منتدى أصيلة الدولي، والمنظمة يوم أمس الإثنين 21 أكتوبر الجاري، على أن التيارات الدينية كانت ولا تزال جزءًا من المعادلة السياسية في كثير من الدول، رغم التغيرات التي طرأت على المشهد منذ اندلاع الربيع العربي.

وكشف  بن عيسى  أن هذه الحركات استغلت الفراغ السياسي والاجتماعي الناتج عن الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الشعبية، غير أن قدرتها على تقديم حلول سياسية متكاملة ظلت محل تساؤل.

واعتبر الأمين العام للجهة المنظمة،  أن التحولات الأخيرة أظهرت عجز الكثير من الأحزاب الدينية عن مجاراة متطلبات الحكم والتحديات الاقتصادية التس تشهدها بلدانهم.

من جهته اعتبر “نبيل بنعبد الله”، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن إدماج الحركات والأحزاب الإسلامية في الحياة السياسية بالدول العربية “ممكن”، ودعا إلى إيجاد الصيغ الكفيلة بأن يجتمع الكل في حضن واحد، هو حضن الدولة، التي ينبغي أن تتميز بالديمقراطية والتعددية واحترام الحريات.

وتساءل بنعبد الله في افتتاح ندوة “الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟”، مساء الاثنين، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الخامسة والأربعين، عن التيار الإسلامي وكيفية جعله شريكا في مسار ديمقراطي مؤسساتي يحترم المقومات الأساسية للدولة التي هو جزء منها.

وأوضح بنعبد الله : “خلافا لما حصل في عدد من الدول العربية الأخرى، عرفنا في المغرب مرورا سلسا إلى الانتخابات ثم تشكيل الحكومة ثم انتخابات أدت في نهاية المطاف إلى خروج هذا التيار واستمرار الحياة بغض النظر عن بعض الجزئيات التي نقف عندها”، معتبرا أن “الخلاصة الأساس بالنسبة إلينا هي أن إدماج التيار الإسلامي أمر ممكن”.

 

 

ومضى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حليف حزب العدالة والتنمية الإسلامي خلال ولاية عبد الإله بنكيران، قائلا: “نحن تعاملنا في إطار الحكومة مع تيار إسلامي، ويمكن أن أقول لكم إن هناك فرقا كبيرا بين هذا التيار قبل أن يدخل التجربة الحكومية وبعدما عاش هذه التجربة وعرف محن التدبير المباشر”.

وأضاف ذات المتدخل: “بعد التجربة التي مر منها حزب العدالة والتنمية، أصبح اليوم تيارا كباقي التيارات الأخرى، يقبل بالعمل الديمقراطي وبالتعددية وبالاختلاف”، معتبرا أن التجربة المغربية على هذا المستوى كانت “تجربة متفردة يتعين الوقوف عند أهم إيجابياتها، وربما توسيعها لتشمل فضاءات أخرى”.

من جهته، ناقش وزير الاتصال الحكومي الأردني، مهند المبيضين، صعود الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة في الأردن، مشيرًا إلى أن نجاحهم الانتخابي لا يعني بالضرورة نجاحهم في إدارة الدولة.

وأكد أن الحكم يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة هذه الأحزاب على تقديم برامج سياسية تتناسب مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

بالمقابل أشاد عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا الأسبق، بالتجربة المغربية في إدماج التيار الإسلامي في الحياة السياسية، قائلا إن “الإسلاميين في المغرب حكموا، لكن في المغرب الدولة غير الحكم، والدولة بيد الملك، وبيضة الوطن في وضعية مضبوطة”.

ودعا شلقم في مداخلة ألفاها في الندوة ذاتها إلى العمل على تكريس مسألة “الدولة الوطنية القومية”، موردا أن تيارات إسلامية كثيرة لا تؤمن بالحدود والدولة القطرية.

وأوضح أن “الجهل لا يبني، ولا بد من تكريس الدولة الوطنية القومية التي تضمن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون”، مشددا على ضرورة الاستثمار في البحث العلمي، وهو أهم شيء ومفتاح التقدم في رأيه.

وشبه وزير خارجية ليبيا الأسبق الحرب القائمة “بيننا وبين إسرائيل بالحرب بين الجهل والعلم”، مذكرا بالموارد التي تخصصها إسرائيل للبحث العلمي مقارنة بالدول العربية، وعدد العلماء اليهود الذين حازوا جائزة نوبل مقارنة مع عدد العرب المحدود.

المفكر اللبناني رضوان السيد، إعتبر  أن أغلب تجارب الإسلام السياسي في المنطقة كانت “إخفاقات متتالية”، باستثناء المغرب الذي اتبع نهجًا فريدًا في استيعاب الحركات الدينية.

وأضاف السيد أن استمرارية الحركات الإسلامية على الساحة السياسية ستظل مرهونة بقدرتها على التجديد والانخراط في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

اعتبر السيد أن تجربة الإسلام السياسي في الدول العربية هي “تجربة تجاذبية سلبية صراعية، ما عدا المغرب”، مشددا على أن استخدام المغرب مقياسا “لا يصح”، لافتا إلى أن التجربة المغربية “أكثر انفتاحا من تجارب كثيرة في الدول العربية”.

وسجل السيد أن التيار الأصولي الإسلامي “ينمو في سياق الأزمات، والثقافة العامة التي يحملها الجميع يعمل على تسييسها ليصبح تهديدا للنظام بغض النظر عن مدى نجاح هذا النظام”.

وشدد المفكر اللبناني على أن أحسن فرصة للدول العربية هي الدخول في سياق التجربة المغربية و”تنجح الأنظمة السياسية في تجاوز الأزمات وفي إحداث الاستقرار والتنمية”، لافتا إلى أنه “كلما ازدادت الدولة نجاحا قلَّ خطر الإسلام السياسي عامة”.

وأوضح السيد أنه “إذا استمرت الأزمات الداخلية واستمر المشروع الفلسطيني بغير حل، فإن الإسلام سيظل مكمنا للأزمات ولا يمكن ضبطه ولا انضباطه، لأنه يعمل عمليات انتحارية وليس عمليات عقلانية سياسية”، حسب تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى