كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين، مساء يوم أمس الإثنين 14 أكتوبر الجاري، إن “وضع ما بعد الاستعمار في القارة الإفريقية ترك آثارا ومشاكل لم يتم حلها حتى الآن، وهي تمس العديد من الأقطار الإفريقية”.
وتساءل بوريطة، في الكلمة التي تلاها نيابة عنه فؤاد يازوغ: “هل سنبقى على هذا الوضع؟”، ليجيب بأن “المغرب أطلق مبادرات ناجعة في الساحل والأطلسي لحل القضايا والظلم الجغرافي الذي وقع على عدد من الأقطار، وذلك بهدف تحقيق التفاعل والاندماج الإقليمي بين بلدان المنطقة، وخاصة بين الشباب”.
وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن “القارة الإفريقية في حاجة إلى هذه المبادرات، التي يعمل المغرب على دعمها”، معتبرا أن “مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا يسعى إلى تطوير كافة الدول التي سيمر منها، وسيساهم في خلق دينامية اقتصادية واجتماعية ستصل ثمارها إلى شعوب ودول المنطقة”.
وسجل الوزير ذاته أن “المغرب حاول أن يطرح هذه المبادرة من خلال التركيز على قضايا هامة من شأنها أن تؤدي إلى حل المشاكل العابرة للحدود”، مشددا على أن البلد “يرى المستقبل من أجل إفريقيا بشكل مختلف عوض التركيز على الماضي”.
من جهته قال محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن “منتدى أصيلة دأب على ربط الجسور بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال، لإعلاء صوت السلم والسلام”.
وأضاف بنسعيد، في كلمة ألقتها نيابة عنه المديرة الجهوية للوزارة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إن “الموسم الذي راكم 45 سنة من الاشتغال على قضايا السياسة أصبح الصوت الذي لا يتوقف عن كتابة رسائل السلام وتشخيص الأوضاع وتحديد المفاهيم”، مشيدا بالأدوار التي يلعبها.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس منتدى أصيلة، “محمد بنعيسى”، أن أزمة الحدود في إفريقيا لم تُعالج بالحزم المطلوب، ولم تُؤسس على مبدأ الإنصاف الذي ينسجم مع حقائق التاريخ والجغرافيا، اذ أعتبر أن التأخير في معالجة هذه الأزمة أدى إلى استفادة بعض الدول والأنظمة من مخلفات هذا الوضع، لأغراض توسعية، مستغلة مخلفات الحقبة الاستعمارية، الأمر الذي ساهم في تعقيد الأوضاع أكثر.
وكشف محمد بن عيسى، ضمن كلمة افتتح بها “موسم أصيلة الثقافي الدولي”، أن استمرار بعض الأنظمة في تثبيت الوضع الحالي القائم على الحدود الموروثة من الاستعمار يساهم في تأجيج التوترات، اذ استشهد بالقرار الذي اتخذته منظمة الوحدة الإفريقية في عام 1963، والذي أقر باعتماد الحدود الاستعمارية، مما أدى إلى نشوء نزاعات حدودية وتوترات سياسية عميقة في القارة.
وأضاف بن عيسى على أن التغلب على هذه المعضلة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تبني مقاربة جديدة، تقوم على التعاون والإنصاف، بعيدا عن منطق القوة والتوسع.
وقال محمد بن عيسى، ضمن كلمة افتتح بها “موسم أصيلة الثقافي الدولي” في دورته الخريفية الـ45، أن استمرار بعض الأنظمة في تثبيت الوضع الحالي القائم على الحدود الموروثة من الاستعمار يساهم في تأجيج التوترات.