لا تفصلنا سوى دقائق معدودة عن انطلاق دورة أكتوبر الخاصة بالمجلس الجماعي لطنجة، ولا تداول في الكواليس السياسية بمدينة طنجة سوى ” شنو فيها,؟”، وكأننا نستعد الى قرع الطبول لدخول الى حرب سياسية لا منتهية، أطرافها أحزاب مكونة لتحالف الأغلبية، أو ما يسمى بالتحالف الثلاثي الذي يقود الحكومة والجهات والمجلس المحلية والإقليمية.
ففي الوقت الذي يتضح للعيان أن جزءا من حزب الأصالة والمعاصرة داخل المجلس الجماعي لم يعد يقدم الدعم المطلوب واللامشروط لرفيقهم في الحزب عمدة مدينة طنجة “منير ليموري”، هناك من يؤكد أن حزب الأحرار بقيادة “ال مورو”، سوف يحولون الدورة الى معركة “حرب سياسية”، شعارها من الأقوى.
واذا كان ليموري لا يحضى بالدعم الكامل من طرف رفاق حزبه، فهو يحضى بدعم نائبه الأول المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار “محمد غيلان”، وهو الأمر الذي يعطي شيئا من التوازن لرئيس جماعة طنجة، لعل دورة أكتوبر التي تعتبر أخر دورة في النصف الأول ما بعد انتخابات 8 شتنبر تمر في أجواء هادئة.
واذا كان العديد من متتبعي الشأن المحلي، ينتظرون حزب الأحرار الذي يعتبر مكونا رئيسيا للمكتب المسير للمجلس الجماعي من خلال توفره على ثلاث نواب للعمدة، أن يلعب دور الجلاد، جلد سياسية العمدة التي يعتبرونها في العديد من المرات بالسياسة الأحادية والإنفرادية ولا تخدم مصلحة ساكنة مدينة طنجة، فهناك من يؤكد أن الأحرار يجب أن يحمي المجلس ويحمي عمدته، مادام التحالف قائما ومادام يتواجدون بشكل قوي في المكتب المسير، كما أنهم يترأسون بعض اللجن، وأن الخلاف السياسي يجب أن يحل داخل دهاليز المكتب المسير وليس خارجه.
مصادر الجريدة الإلكترونية “شمال بوست”، أكدت أن البعض يحاول أن يشعب هذا الخلاف السياسي، ويقحم السلطة في الأمر،كون أن السلطات تزكي طرف على طرف سياسي أخر، وهو الأمر الذي لا يوجد في أرض الواقع، فالكل يعرف أن السلطة في شخص الوالي ، تعطي لنفسها مفس المسافة مع جل الأطراف السياسية.
وتضيف مصادرنا، أن ما تشهده مدينة طنجة اليوم، هو خلاف شخصي في الأصل، فالخلاف السياسي يكون قائم على الإختلاف في برامج العمل وطرق الإشتغال، ليس على تبادل الإتهامات ونشر الغسيل على بعض الصفحات، خصوصا أن الحزبين المتخاصمين هم من يقودان الحكومة المغربية ويقودان جهة طنجة تطوان الحسيمة والمجلس الإقليمي لطنجة أصيلة ومجلس جماعة طنجة وعددا من المقاطعات والغرف.
فهل تكون دورة أكتوبر محطة لعودة المياه الى مجاريها؟، وبالتالي العمل بشكل مشترك لتدارك ما فات والإنخراط في خدمة مصلحة الساكنة، أم هي بداية لقرع طبول حرب علنية؟ أم أن النفاق السياسي سوف يطغى على ما تبقى من الفترة التسيرية الحالية؟