استغرب متابعون لملفات قضايا كبار مهربي المخدرات بمنطقة الشمال، ممن يوصفون ب البارونات”، عدم تمكن أيدي العدالة من الوصول إلى أحد أكبر المطلوبين الذي ثبت تورطه في ملفات كبيرة للتهريب الدولي للمخدرات.
وحسب مصادر الصباح فإن الشخص المعني الذي فر إلى الخارج كان ضمن المطلوبين على ذمة القضية التي كشفت خيوطها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسيج ، والمتعلقة بملف المخدرات الذي تفجر منذ 2016، وصدرت أحكام قضائية في حق المتابعين فيه ناهزت العقوبة الصادرة في مجموعها 250 سنة، أدين بها 72 متهما بينهم بارونات متورطون في التهريب الدولي للمخدرات ومسؤولون في سلكي الأمن الوطني والدرك الملكي.
وأعادت عملية انطلاق محاكمة البارون الملقب بـ “الليموني الذي سلم نفسه إلى العدالة الأسبوع الماضي، بعد صدور حكم غيابي في حقه قبل سنوات أدانه بـ 10 سنوات سجنا نافذا، (أعادت) إلى الأذهان قضية البارون الذي ظل بعيدا عن المحاكمة والاعتقال بعد تمكنه من الفرار إلى خارج أرض الوطن، وتحديدا إلى الديار البلجيكية التي فر إليها بعد ملاحقته بتهم التهريب الدولي للمخدرات، حيث لم يجر تفعيل مذكرات البحث الدولية الصادرة في حقه.
وحسب مصادر يومية “الصباح” فإن المعني الملقب بـ “داني” والمسمى “م. !” يتحرك بحرية كبيرة داخل التراب البلجيكي اعتمادا على هويات مزورة ويظل على صلة وطيدة بنشاطه الإجرامي الذي خول له تملك العديد من العقارات والمشاريع الكبرى بمدن الشمال، خاصة تطوان، حيث يسير ممتلكاته، المتحصلة من أموال مشبوهة، من مكان إقامته خارج أرض الوطن. ومن ضمن ممتلكات البارون المذكور فيلا فخمة وأراض بالغولف الملكي وأخرى بالحي الإداري وعقارات تبلغ قيمتها مئات الملايين من السنتيمات إضافة إلى معرض للسيارات الفارهة ببلجيكا. وأوردت نفس المصادر أن البارون الفار إلى بلجيكا هو صهر بارون آخر يدعى “روت سبق أن أدين بعقوبة سجنية إثر تورطه في عملية تهريب كمية من المخدرات تجاوزت 6 أطنان، تم إحباطها من قبل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، إذ أوقعت هذه العملية بعدد من المتورطين ضمنهم عناصر من الأمن الوطني والدرك الملكي.
وشككت مصادر في جدية المساعي القاضية بالتحرك من أجل المطالبة بتفعيل مذكرات التوقيف والتسليم من قبل منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول) في حق البارون الملقب بـ “داني إذ أكدت أنه معروف بارتباطاته المعقدة والمتشابكة مع أشخاص مسؤولين ينتمون إلى مؤسسات أمنية وقضائية، تفسر استمرار نجاح قراره من العدالة.