تمكنت “توافقات” سياسية بمقاطعة السواني بمدينة طنجة، من هزم التحالف السياسي المكون من “حزب التجمع الوطني الأحرار/ الأصالة والمعاصرة/الإستقلال/ الإتحاد الدستوري”، عشية يوم أمس الخميس 5 شتنبر الجاري، خلال دورة شتنبر العادية بذات المقاطعة.
الدورة التي ضمت ضمن جدول أعمالها نقطة انتخاب النائب السابع لرئيس مقاطعة السواني، بعد ما ظل شاغرا لمدة سنة، إثر تقديم أحد مستشاري حزب “الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية” استقالته من منصبه، عرفت نقاشا حادا بين الأحزاب المشكلة للمكتب المسير لمقاطعة السواني التي يترأسها البامي “سعيد أهروش”، نتيجة اللغط الذي تسبب فيه حزب الإستقلال بعدما قدم مرشحين :”أم كلثوم الغبري/عبد اللطيف الهاني”، وهو الأمر الذي خلق ضبابية عند الحاضرين، ورجح كافة الإتحادي “أنور الكامل”.
مرشحي حزب “الإستقلال” تشبتا بحقهم في الترشح، حيث أكدت “أم كلثوم الغبري”، أن حزب الإستقلال قام بتزكيتها عبر محضر حزبي، فيما أكد الإستقلالي “عبد اللطيف الهاني” الذي سبق وأن ترشح للإنتخابات البرلمانية بذات الحزب عن الدائرة البرلمانية “طنجة أصيلة” سنة 2011، أن المفتش الإقليمي لحزب الإستقلال “جمال بخات”، كان منذ سنة قد منحه تزكية الحزب وأخبر كل الحلفاء السياسيين أن حزب الإستقلال يرشح “عبد اللطيف الهاني” ليتفاجأ بترشح زميلته على ذات المنصب.
الهاني عاد مرة أخرى ليعلن انسحابه من الترشح وفتح الفرصة أمام زميلته “أم كلثوم” لعلها تظفر بالمقعد، لكن منافسها الشاب “انور الكامل” عن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، تمكن من الفوز بـ صوتا مقابل 11 صوتا، خلال عملية التصويت التي مرت عبر ثلاثة مراحل.
عملية التصويت خلقت انشقاقا وسط التحالف، بعد ما انسحب أربعة مرشحين من حزب الأصالة والمعاصرة بمبرر تقديم حزب الإستقلال لمرشحين، فيما دعم مستشارو “الحصان” مرشح الإتحاد الإشتراكي مبررين موقفهم، بأن مقاطعة السواني تعرف توافقا سياسيا، وبالتالي لا يمكن التراجع عن هذا التوافق السياسي الذي يميز مقاطعة السواني عن باقي المقاطعات، فيما صوت ستة أعضاء من حزب التجمع الوطني للأحرار على مرشحة حزب الإستقلال، أما حزب المرشحة -الإستقلال- فقط صوت منه عضوين فقط، بعد انسحاب عبد اللطيف الهاني وتغيب عضورة أخرى.
بالمقابل انتصر كل من حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والإشتراكية وحزب الحركة الشعبية لمرشح حزب الإتحاد الإشتراكي، معلنين وفائهم للتوافق السياسي الذي تم عقده منذ سنة 2021، وهو التوافق الذي ميز مقاطعة السواني عن باقي المقاطعات.
انهزام التحالف السياسي الرباعي بطنجة لم ينهزم لأول مرة، بل انهزم خلال انتخابات رئيس مقاطعة طنجة المدينة، حيث فاز حزب الحركة الشعبية المنتمي للمعارضة برئاسة المقاطعة، وتمكن نفس الحزب الممثل في محمد الشرقاوي، في هزم التحالف خلال انتخابات النائب العاشر لعمدة مدينة طنجة عندما فاز على مرشحه التحالف “عبد الواحد بولعيش”، لتعود حليمة لعادتها القديمة وينهزم التحالف مرة أخرى، معلنا هشاشته ووحدة الهلامية بطنجة.