تفاجأ عدد من متتبعي الشأن السياسي بمدينة طنجة، من حجم الهشاشة التي يعاني منها التحالف السياسي ، ففي كل محطة يبرهن التحالف عن قصوره السياسي وعن هشاشته وعدم انسجامه.
محطة انتخاب النائب السابع لرئيس مقاطعة السواني، خلال دوة شتنبر، والتي أجريت أطوارها يوم أمس الخميس 5شتنبر من الشهر الجاري، كشفت النقاب عن حجم “النفاق السياسي”؛ الذي تخفيه الأحزاب السياسية المكونة للتحالف الثلاثي على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، فهزيمة الجديدة القديمة للتحالف سببها مكونات التحالف نفسها.
فخلال طرح نقطة انتخاب النائب السابع لرئيس مقاطعة السواني، تم طرح تأجيل هاته النقطة وتخصيص دورة استثنائية حتى يتسنى للتحالف اعادة هيكلة أوراقه، فتم التعامل مع الاقتراح بشكل ديمقراطي، حيث خضعت للتصويت، وهنا بدأ “الخبث السياسي” حيث صوت البام وحزب الاستقلال الذي كان يرغب في الظفر بالمقعد بتأجيل الانتخاب، فيما تمرد أعضاء “حمامة طنجة” على موقف باقي مكونات التحالف وصوتوا بعدم التأجيل وهي الخطوة التي خدمت مصلحة المنافس أي مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “أنور الكامل”.
حزب الأحرار في حقيقة الأمر رغم تصويتهم على مرشحة التحالف “أم كلثوم الغبري” المنتمية لحزب الاستقلال الا أن تصويتهم كان منغوما، لأنهم يعرفون جيدا أن الحضور بالقاعة لا يخدم مصلحتها، خصوصا أن حزب الاستقلال قدم مرشحين من نفس الحزب للتنافس على ذات المقعد، ففي لغة السياسة الأحرار هي من هزمت بشكل مكشوف مرشحة الأغلبية لكن لن يعي الأمر إلا من يمارس العمل السياسي الحق.
نجح حزب الأحرار وفق متتبعي الشأن السياسي بطنجة في مخططهم، خصوصا أن حزب الاستقلال برهن عن عشوائية كبيرة في التسيير والتدبير عندما تقدم بمرشحين ولم يستطع تدارك الموقف أو توضيحه.
من جهة أخرى حزب البام أيضا أبان عن عدم انسجامه، حيث صوت رئيس المقاطعة البامي “سعيد أهروش” وعضوة أخرى لصالح أم كلثوم فيما انسحب باقي الأعضاء من الدورة بمبرر تقديم حزب الاستقلال لمرشحين،فيما غاب عمدة المدينة عن الدورة كعادته.
خلاصة القول أن من هندس لموقف حزب الأحرار، استطاع أن يشعل فتيل الخلاف بين الاستقلال والبام من جهة، وأن يدعم مرشح الوردة من جهة أخرى بشكل غير مباشر، فهل يتدخل المنسق الإقليمي لحزب الأحرار لحماية التحالف السياسي؟ أم أن الأمر لا يهمه؟