Web Analytics
أخبار الشمال

اجتياح سبتة المحتلة بين المؤامرة المدبّرة والفرار من الواقع الاقتصادي

تعيش مدينة سبتة المحتلة ومحيطها على وقع ضغط كبير جدا، جراء محاولات المئات من المهاجرين استغلال الظروف المناخية عندما يتردد الضباب إضافة إلى فصل الصيف وتوافد المصطافين على شواطئ الفنيدق، للتسلل سباحة نحو الثغر المحتل.

القوات المساعدة وقوات الأمن المغربية تحاول من جانبها طيلة الأسبوع الماضي وخاصة في الليلتين الماضيتين وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، منع مئات المهاجرين أغلبهم من القاصرين كسر الطوق الأمني واقتحام المدينة الواقعة تحت السيادة الاسبانية.

ورغم أن الضباب ساهم بشكل أساسي في استقطاب المئات من الأشخاص أغلبهم قاصرين إلى الفنيدق في ساعات متأخرة من ليلة أمس، بهدف القيام بمحاولات جماعية للوصول إلى سبتة، وقيام القوات المساعدة والأمن الوطني بالتصدي لمحاولات الهجرة، إلا أن كثيرين يتحدثون عن وجود أسباب غير واضحة لبروز هذه الظاهرة الجديدة التي أصبحت كلعبة يلهو بها القاصرون.

الكاتب والخبير المتخصص في الشأن الإسباني والهجرة، “عبد الحميد البجوقي”، شكك في أن ما يقع هذه الأيام قد يكون ”عملية مدبرة” من جهات لم يُسميها، مستبعدا في ذات الوقت وقوف المغرب وراءها.

البجوقي، قدّر أن هناك ”مُخطِطا ومدبرا ومنتجا” لما يحدث، مبرزا أن ذلك يظهر من خلال ما وثقه مقطع مصور لمئات الشباب الحالمين بالهجرة (بين 18 و20 سنة)، يصرخون: ”الشعب يريد الدخول إلى سبتة”، وما له من إيحاءات، ”لا يمكن أن يكون صدفة، وهناك عملية مدبرة”.

وانطلق “البجوقي” في تحليله من كون المغرب في المرحلة الحالية ”ليس من مصلحته خلق أزمة مع إسبانيا فيما يتعلق بسبتة ومليلية”، مؤكدا أن ”المغرب لن يتنازل على سبتة ومليلية، لكن لن يخلق أزمة الآن فيما يخص الهجرة”، لافتا إلى وجود ” أيادي” وصفها بـ ”الخفية”، قد تكون مرتبطة بـ ”مافيا الهجرة ومافيا ديال حاجة أخرى”، استغلت حالة التوتر واستنفار الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، قصد تمرير المهاجرين عبر البحر.

وكشف أن ما يقع ”ليس عملية بريئة، بل يقف وراءها مدبر”، كاشفا أن أغلب هؤلاء الشباب حين يصلون إلى سبتة يطلبون اللجوء، موضحا أن هناك من يؤطرهم ويوجههم ويشرح لهم على أن أحسن وسيلة لعدم الطرد الفوري هي طلب اللجوء.

البجوقي أكد في حديثه لوسائل الإعلام أن البطالة والغلاء والاحتقان الاجتماعي والأفق المحدود…، تبقى أسباب تبرر رغبة هؤلاء الشباب في الهجرة، لكن بـ ”الطريقة التي حاولوا بها وبشعار موحد وبالصيغة التي تمت بها، أكيد هناك تدبير من جهة أو من أخرى”.

وأوضح البجوقي أن الدولة المغربية في صراع مع خصوم الوحدة الترابية، أمام كل ”الهزائم”، وآخرها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء…، يضع فرضيات أن ما يقع قد يكون من هذه الأطراف المعادية.

متحدثون لشمال بوست ربطوا ما يحدث حاليا من ضغط ومناوشة أرهقت القوات الأمنية في مدينة سبتة المحتلة، تبقى مجرد رد بسيط على محاولة وزيرة الدفاع الاسباني استفزاز المغاربة في غمرة احتفالهم بثورة الملك والشعب عبر قيامها بزيارة للصخور المحتلة في الشفارين (الجعفرية) وباديس والنكور.

وصول المئات من المهاجرين من جنسيات عربية وافريقية واسيوية في ساعات إلى قلب مدينة سبتة رغم الحصار والطوق الأمني والاستنفار من الجانبين المغربي والاسباني، يطرح سؤالا وجوديا في الجانب الاسباني عن مصيرهم في الثغر المحتل إذا لجأ المغرب إلى عدم التعاون في موضوع الهجرة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى