تتواصل تداعيات توصل الخبراء الجنائيين في التحقيق المفتوح حول عملية قتل عنصرين من الحرس المدني، بميناء بارباتي في فبراير الماضي باستعمال زورق سريع يستخدم في تهريب المخدرات، (توصلهم) إلى أدلة وشهادات جديدة تظهر المسؤولين الحقيقيين عن العملية الإجرامية.
وحسب وكالة EFE التي أنجزت تقريرا معتبرا حول حيثيات القضية، فإن التعرف بشكل كامل على هوية “كريم” الذي يتهمه المحققون أنه كان يقود القارب السريع الذي دهس مركب الحرس المدني ليلة 9 فبراير، قربهم بشكل كبير من تحديد كل أفراد الشبكة التي ينتمي إليها المتهمون سواء الذين كانوا على متن القارب السريع أو المسؤولون عن امتلاك ذلك القارب الذي يستعمل في تهريب المخدرات من المغرب إلى اسبانيا.
الوكالة الاعلامية الاسبانية المشهود لها بالمهنية EFE لم تستبعد أن يكون خال “كريم”، الملقب “البوزبوز” والمرتبط بتهريب المخدرات هو الذي يوفر الحماية للمشتبه بهم منذ فرارهم إلى المغرب، كما كان الحال في السابق، باعتباره زعيم الشبكة الاجرامية التي ينتمي إليها ركاب قارب المخدرات وقائده، خاصة أنه يتباهى بين معارفه بقربه من مسؤولين رسميين مهمين في شمال المغرب ووأنه قادر على تهديد وشراء الجميع بالمغرب !!
خبراء تشاورت معهم EFE حول إمكانية تعاون السلطات المغربية لتوقيف المشتبه فيهم، أكدوا أن إلقاء القبض على “البوزبوز” الذي يتجول بحرية حاليا يعني سقوط أحد أكبر تجار الحشيش العاملين حالياً، كما سيمكن من التعرف بسرعة على مكان اختباء ابن اخته “كريم” وباقي المتهمين.
ويملك “البوزبوز” العديد من العقارات في كوستا ديل سول، بالإضافة إلى السيارات الفاخرة والزلاجات النفاثة والقوارب الترفيهية وحتى اليخت الذي يرسو عادة في ميناء بويرتو بانوس في ماربيا، أبيض اللون والذي تقدر قيمته بحوالي 500 ألف يورو.
ولم يستبعد نفس الخبراء أن يكون الحرس المدني قد طلب فعلا تعاون المغرب لاعتقال المشتبه بهم، بحيث تتم مثل الأمور بسرية بين السلطات الأمنية المختصة في البلدين خاصة مع وجود بروتوكولات تعاون بينهما لتسليم المجرمين.
لكن عمليات تسليم المتهمين تكون معقدة، حسبما أكد الخبراء الذين استشارتهم مؤسسة EFE، والذين أشاروا إلى أن الممارسة الأكثر شيوعا هي أن المعتقلين الحاملين للجنسية المغربية يحاكمون في المغرب حيث يقضون عقوباتهم بالكامل، والتي عادة ما تكون أعلى مما تكون عليه في إسبانيا.