Web Analytics
السياسة

صفقة بين “بنجلون” و”الطالبي العالمي”..هذه كواليس انتخاب “منير الدراز” رئيسا لغرفة الصيد البحري

لا حديث اليوم في الكواليس السياسية بمدينة طنجة، سوى عن “صفقة” انتخاب “منير الدراز” عن حزب التجمع الوطني للأحرار ، كرئيس جديد لغرفة الصيد البحري المتوسطية خلفا للملياردير ” الحاج يوسف بنجلون”  المنتمي لحزب  الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما كان بحزب العدالة والتنمية وقبلها حزب الأحرار.

انتخاب  الدراز بالإجماع بعد حصوله على 32 صوتا، بداية الأسبوع الجاري، دفعت عددا من المهتمين بالشأن السياسي والمحلي، إلى طرح عدة تساؤلات خصوصا أن الجمع العام الذي جاء بعد مرور نصف المدة، مر بشكل سلس وبشكل ديموقراطي شكلا لا مضمونا.

ووفق مصادر الجريدة الإلكترونية “شمال بوست”، فإن العملية الإنتخابية كانت عبارة عن صفقة جمعت بين “يوسف بن جلون” الرئيس السابق لذات الغرفة لثلاث مرات متتالية، وما بين رئيس غرفة مجلس النواب والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني “رشيد الطالبي العالمي”، حتى تمر العملية بسلاسة كبيرة وبإجماع قل نظيره.

وحسب ذات المصادر، فإن يوسف بن جلون سهل عملية منح الغرفة لحزب “الحمامة”، خصوصا أن رئيس الحزب “عزيز أخنوش”، كان يراهن خلال الإنتخابات الماضية على فوز حزبه بالغرفة، إلا أن قرار يوسف بن جلون بعدم الإنضمام أنذاك لحزب “أخنوش” والإلتحاق بحزب “لشكر”، حرم الأحرار من الظفر بهذا المقعد  الهام جدا.

وأضافت مصادرنا، أن الطالبي العالمي حرص على مواكبة المفاوضات بنفسه، حتى لا يقع أي خلل، إذ كان  يصر على بقاء بن جلون رئيسا للغرفة، رغم أن حزب الأحرار سبق وأن طعن في رئاسة بن جلون لهاته الغرفة بسبب اشتباه في استخدامه طرق ملتوية في الترشح، وهو ما دفع المحمة الإبتدائية ومحكمة الإستئناف الإدارية بالرباط تجريد بن جلون من منصبه، حيث عمد الرجل -بن جلون- اللجوء الى محكمة النقد، لكن المعني بالأمر كان له رأي اخر

مصادرنا، كشفت عن ذكاء بن جلون الذي “استغل” مرضه وقرار المحكمة  ليتفاوض مع حزبه السابق لمنح حزب الأحرار رئاسة الغرفة، كهدية منه، وذلك بشكل سلس بعيدا عن المحاكم، معلنا أن الخطوة تمت بسبب وضعيته الصحية، علما أن الرجل برلماني بمجلس المستشارين وعضو المجلس الجماعي بطنجة وعضو مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ولم يقدم استقالته من هاته المناصب بسبب وضعيته الصحية.

هذا وأكدت مصادر “شمال بوست”، أن الطالبي العالمي يمهد الطريق ليوسف بن جلون من أجل العودة لحزب التجمع الوطني للأحرار مستقبلا استعدادا للإنتخابات المقبلة، من أجل تقوية الحزب انتخابيا، خصوصا أن بن جلون له تأثير كبير على عدد من السياسيين البارزين الذين قد يلتحقوا بالحزب ليس فقط بطنجة ولكن حتى في بعض المدن الأخرى بعمالة المضيق الفنيدق، وأيضا بمدينة أصيلة التي أصبحت نقطة ضعف الأحرار بإقليم طنجة.

المهتمون بالشأن السياسي أكدوا، أن الوضع التنظيمي لحزب التجمع الوطني للأحرار  بطنجة، وهو الوضع  الغير المطمئن ، دفع المنسق الجهوي للحزب “رشيد الطالبي العالمي”،  الى خوض التفاوضات بنفسه، حتى لا تقع أي مفاجأة غير سارة تصدم حزبه مرة أخرى.

واذا ما صحت هاته الفرضية فإن بن جلون أقدم على خطوة سياسية جريئة توضح معالم التحاقه السياسي مستقبلا، مؤكدا أن العمل السياسي ليس فيه عدو دائم ولا صديق دائم، وأن القيادات تتغير كل مرة مع تغير المعطيات السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى