تعتبر مبادرة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بالعفو عن المتابعين والمبحوث عنهم من مزارعي الكيف بمناطق الشمال، اشارة هامة جدا من جلالته لتشجيع الترخيص بزراعة القنب الهندي في إطار القانون رقم 21.13 ، هذا القانون الذي جاء نتاج مساهمات أطراف متعددة في توضيح مزايا التقنين للاستعمالات المشروعة وكذا من أجل رفع الحيف عن مناطق الكيف وساكنتها، وهو ما شاركنا في صناعته بكل تواضع إبان تحملنا لمسؤوليات متعددة في وقت مضى ..، من خلال اللقاء الشهير والاول من نوعه بباب برد، وكذلك على مستوى مجلس جهة تطوان الحسيمة اثناء انعقاد اول ندوة دولية تناولت موضوع الكيف والاستعملات المشروعة لهذه النبتة ، ومن خلال مناقشة القانون رقم 21.13 بحضور السيد وزير الداخلية بلجنة الداخلية بمجلس النواب.
واليوم وبعد دخول القانون أعلاه حيز التطبيق وبدأ عملية الترخيص بزراعة القنب الهندي للاستعمالات المشروعة والاقبال الملحوظ لساكنة مناطق الكيف على هذا المشروع ، وبصرف النظر عن اكراهات عديدة يعرفها هذا القطاع ، يجب التنبيه إلى مسألة هامة جدا وهي الحاجة الملحة لتوفير المياه الكافية لإنجاح هذه الزراعة..،وهو التحدي الذي يجب خوضه خصوصا في ظل ندرة المياه وسنوات الجفاف المتتالية التي ألمت ببلادنا.
وفي نفس السياق لا نجد من موجه ولا منبه سوى توجيهات جلالة الملك السديدة في خطاب العرش الاخير والذي افرد جلالته حيزا هاما منه لمشكل ندرة المياه ، واضعا جلالته نهجا قويما للسير عليه بالحث على تشجيع تجميع المياه السطحية الضائعة والحفاظ على المياه الجوفية وعقلنة استعمالها.
اكيد انه يجب التقاط الإشارات الهامة للمبادرات الملكية السامية في هذا الاطار، والادراك الجيد لرهان إنجاح مشروع تقنين القنب الهندي للاستعمالات المشروعة في مناطق الكيف، كما يجب العمل على إيجاد الحلول العاجلة للاحتياج الكبير لهذه الزراعة للمياه الوفيرة، دون طبعا التاثير على مخزون المياه الجوفية ، وهو الأمر الذي لن يتأتى الا بتشجيع المزارعين على انجاز أحواض مائية اصطناعية لتجميع مياه الأمطار اثناء موسم الشتاء والفترات المطيرة من السنة، مع التأكيد على تقديم الدعم اللازم من طرف المسؤولين المعنيين، سواء من خلال تبسيط مساطر الحصول على التراخيص اللازمة وكذا الاستفادة من برامج الدعم التي توفرها وزارة الفلاحة…
نرجو من الله القوي العزيز ان يرحمنا بنعمة المطر والشتاء.
وحفظ الله مولانا الإمام وجعله دوما وابدا راعيا حكيما وسندا كريما لشعبه الوفي الأبي..
