Web Analytics
أخبار الشمال

شاطئ “الزرارع” .. فضاء استجمام لا يقبل السباحة بـ”البيكيني” في ضواحي طنجة

يجد العديد من المواطنون من ذوي الميولات المحافظة، ملاذهم خلال فصل الصيف، بشاطئ “زرارع” بضواحي مدينة طنجة، بسبب خلوه من مظاهر يعتبرونها مخلة بـ”الحياء العام” من قبيل الاختلاط وارتداء ملابس “غير محتشمة”.

ويشهد شاطئ “زرارع”، المترامي على الشريط الساحلي بين طنجة وسبتة، رغم التهميش الذي يعاني منه، وانعدام وسائل الترفيه والاصطياف، إنزالاً كبيراً، لأعداد غفيرة من العائلات المحافظة، بداية كل موسم صيف.

ويستمد هذا الشاطئ، تسميته من القرية الساحلية التي يتواجد فيها ضمن ترابها التابع إلى جماعة القصر الصغير بإقليم الفحص أنجرة، وهو واحد من عشرات الشواطئ التي تعج بها المنطقة وتستهوي يوميا الآلاف من المصطافين خلال فصل الصيف.

غير أنه ورغم إمكانيتها المادية التي تجعلها قادرة على ارتياد فضاءات توفر وسائل ترفيهية بجودة عالية، يزهد كثير من المغاربة، عن مختلف الشواطئ التي تحظى بالتجهيزات والفضاءات المناسبة، ويفضّلون قضاء عطلتهم الصيفية، بشواطئ يعتبرونها بأنها “نظيفة”، مثل شاطئ زرارع.

ويعتبر شاطئ زرارع، من مراكز الاصطياف الأساسية، للعديد من الهيئات ذات المرجعية الاسلامية، خاصة ذات التوجه السلفي، التي تحج إليه الكثير من فروعها، كل موسم صيف.

“عبد الإله”، أحد المواطنين الذين يختارون شاطئ زرارع للاصطياف في فصل الصيف، أكد، أنه يملك شقة تطل على شاطئ مدينة مرتيل، لكنه يخلفها وراء ظهره، ويأتي لهذا الفضاء الشاطئي، بسبب أجوائه التي تناسبه.

ومن جهتها، أوضحت “ليلى”، أنها تقصد هذا الشاطئ، كل موسم حر، لأنه يتيح لها الاستماع بفصل الصيف، بعيداً عن كل إحراج أمام أفراد أسرتها ، من قبيل العري، أو التعرض للتحرش بكافة أنواعه.

وبينما يجد المحافظون متعتهم، يشتكي “محمد”، من التميّز الذي تعاني منه قريبته، التي تفضل السباحة بـ “البيكيني”، حيث تحس بأنها منبوذة، ولذلك لا يستطيعون الاستجمام براحة، ولا الاستفادة من روعة هذا الشاطئ وسكونه.

وتعتبر حورية القادمة من خارج المغرب؛ هي الاخرى، أن السباحة بـ “البيكيني” وغيره من صميم الحرية الشخصية؛ ولا حق لأحد في فرض “تغليفه” على أي كان، في إشارة منها إلى عدم أحقية فئة معينة فرض اختيارتها على باقي شرائح المجتمع في فضاء عمومي.

ويصل غالبية رواد شاطئ “زرارع”  إلى وجهتهم، على متن وسائل النقل العمومية المختلفة، فيما يأتي آخرون مستعملين سياراتهم الخاصة، غير أنهم يضطرون إلى مواصلة سيرهم راجلين عبر مسالك غير معبدة، في صورة تعكس حجم  التهميش الذي يطال هذا الفضاء الشاطئي الجميل الذي يفتقد لأبسط تجهيزات البنى التحتية.

زر الذهاب إلى الأعلى