وكشفت ذات الندوة ،التي عرفت مشاركة خبراء أكاديميين ووزراء حاليين وسابقين وسفراء وصحفيين ، عن ربع قرن من الإنجازات والمكتسبات والمشاريع التي جعلت من المملكة، تحت رعاية جلالة الملك، مركزا إقليميا هاما، وفاعلا قاريا ومتوسطيا أساسيا ، سواء على المستوى الدبلوماسي، أو على مستوى الشراكات التي أقامتها المملكة والتي عززت الصرح الديمقراطي والذي تجسد من خلال الدستور فاتح يوليوز من سنة 2011 .
رئيس مؤسسة منتدى أصيلة ووزير الخارجية السابق محمد بن عيسى، أكد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش المجيد ، أعطى دفعة جديدة للدبلوماسية المغربية ووتيرة متواصلة في حركيتها وأسلوب عملها، كما أن هذا النفس امتد الى منهجها الجديد الذي حدده جلالته لبلوغ الأهداف المرسومة لها ،مضيفا أن الرؤية الملكية إزاء القضايا الاستراتيجية أرست دبلوماسية الحزم والحكمة والواقعية بكل ما يعنيه من حزم ثابت في الدفاع عن مصالح المغرب وحقوقه وصورته ،وفي المقدمة قضية الوحدة الترابية .
كما أبرز بن عيسى أن الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، ارتكزت على مبادئ التعاون والشراكة والاحترام المتبادل، من أجل بناء علاقات متوازنة ومفيدة للمغرب وشركائه.
وأضاف ذات المتحدث، أن المغرب تمكن بفضل رؤية جلالة الملك البعيدة النظر وقيادته ومبادراته الديبلوماسية من فتح بوابات جديدة على العالم وجعل من الجاذبية الجديدة لصورة المغرب حافزا قويا ، مشددا على أن المقاربة الاستراتيجية للمملكة تتميز بالتزامها بقيم السلام والأمن والتنمية المستدامة والتقدم ، مما يسمح للمملكة بلعب دور مهم على الساحة الدولية.
وأضاف أن الاستراتيجية التي اعتمدتها المملكة، والتي تقوم على دعم الشراكات والعلاقات الثنائية مع الدول الأساسية، حققت نجاحا في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد، ومختلف مشاريع التعاون جنوب-جنوب، والسياسة، وتوسيع آفاق التعاون بين بلدان الجنوب ،مما عزز من حجم و منسوب الثقة بين المغرب والشركاء الدوليين ووطد علاقات عميقة بشكل خاص مع دول القارة.
من جانبه، قدم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، تحليلا كرونولوجيا للإنجازات التي حققتها المملكة المغربية منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين ، مذكرا بأن جلالة الملك، منذ خطابه السامي الأول، تحدث عن طريقة جديدة في تدبير الشأن العام والحكم وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، مما سمح للمملكة بالتصالح مع ماضيها والتمكن من وضع أسس متينة لمستقبل أفضل.
وتابع السيد وهبي أنه بعد ذلك، وتحت قيادة صاحب الجلالة، دخلت المملكة مرحلة هامة من التنمية الاقتصادية مع إطلاق مشاريع هيكلية كبرى، مثل البنيات التحتية للطرق وميناء طنجة-المتوسط، مضيفا أن هذه الانجازات الكبيرة واكبتها تطورات
سياسية كبيرة ، بما في ذلك الإصلاح الدستوري وتوفير مؤسسات جديدة للحكامة ، وكذلك مكتسبات اجتماعية، مع إرساء قواعد الحماية والرعاية الاجتماعية والتأمين الصحي للجميع.
الوزير السابق والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “نبيل بن عبدالله” ؛ بدوره ركز على إشارات قوية للإنجازات الملكي والتي حولت معالم المغرب على جل المستويات الاقتصادي والسياسية والاجتماعية، وهو ما جعل المغرب دولة قوية يضرب لها حساب.
وأضاف المتحدث نفسه، أن الدستور المغربي كان متقدما لكن للأسف لم تفعل لحدود الساعة العديد مضامينه، وهذا ما يجب العمل عليه اليوم بجدية كبيرة.
وأضاف الأمين العام لحزب الكتاب، أنه لا تنمية حقيقية بدون أحزاب سياسية قوية قادرة على خلق روح المبادرة.
أما مداخلة السفيرة والوزيرة السابقة نزهة الشقروني، فركزت على الإنجازات التي حققتها المملكة في النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، والذي بدأ بانضمام المغرب إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، لتتواصل بوضع مدونة الأسرة التي كرست حقوق المرأة.
وأضافت أن المملكة تواصل العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين، من خلال اعتماد القوانين المتعلقة بالوقاية من العنف ضد المرأة ومكافحته، فضلا عن مراجعة المدونة بهدف تحديثها وتصحيح أي قصور قد يكون موجودا.
العميد السابق سعد العلوي، ركز مداخلته على البعد الثقافي في الدستور المغربي، حيث أكد أن الوثيقة الدستورية المغربية اهتمت كثيرا بالبعد الثقافي، وهو ما يجب تفعيله.
وأكد المتحدث، أن المجتمع المدني مهتم بشكل متميز بالفعل الثقافي، عكس الفاعل السياسي الذي لا يعطي اهتماما كفيا بالعد الثقافي، رغم أن التنمية الحقيقية لا يمكن ان يتم بمعزل عن البعد الثقافي.
الصحفي حاتم البطيوي، بدوره سرد المنجزات الملكية واعتبر أن الملك محمد السادس كان ديمقراطيا في العديد من المحطات السياسية الكبيرة التي شهدها المغرب، خصوصا في ظل مرحلة 20 فبرايراو ما أطلق عليها بالربيع العربي.