تحط النسخة الخامسة من حملة “بحر بلا بلاستيك”، الأسبوع الجاري، الرحال بعدد من شواطئ إقليم تطوان وعمالة المضيق الفنيدق، في إطار مبادرة بيئية تشرف على تنظيمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، حيث تم تنظيم سلسلة من الورشات التربوية حول موضوع البيئة والوقاية من التلوث.
وتندرج هذه المبادرة التحسيسية ضمن الحملة البيئة التي دأبت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، على تنظيمها سنويا للتوعية بأهمية حماية مختلف شواطئ المغرب من التلوث وتحسيس الزوار للقيام بسلوكيات إيجابية تحترم الخصوصيات الطبيعية للسواحل والشواطئ.
وتشمل هذه العملية البيئية، المنظمة بالشراكة مع عدة جمعيات بيئية وتعاونيات مهنية بالمنطقة، سلسلة من الأنشطة التوعوية والورشات الموضوعاتية بشواطئ “الريفيين” والمضيق و”ألمينا” و “واد لاو”.
بشاطئ ألمينا، استفاد أطفال مخيم “أزلا” من دورات تكوينية نظرية وتطبيقية في مجالات تربية الأحياء البحرية وإعادة تدوير شباك الصيد وتدوير النفايات البلاستيكية، وكذا التعرف على الشباك الشبحية، بالإضافة إلى الحكاية البيئية.
كما شارك الغواصون المنتسبون لجمعية أبطال الفنيدق للصيد تحت الماء وحماية البيئة في هذا النشاط من خلال عملية تنظيف قاع البحر من النفايات والمواد البلاستيكية، والتي سيتم إعادة تدويرها في إطار ورشات مؤطرة واستخدامها في إصلاح شباك الصيد.
وأبرزت المسؤولة عن برامج التربية البيئية بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مريم الخودري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف الأساسي من هذه الفعالية البيئية يكمن في تحسيس وتوعية الشباب والأجيال الصاعدة بأهمية المحافظة على شواطئنا من مخاطر النفايات البلاستيكية.
وأكدت المتحدثة أنه لبلوغ هذه الأهداف، وسعت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في هذه الدورة الخامسة، مجال اشتغالها إلى 29 شاطئا على صعيد المنطقة، مبرزة أنه جرى إعطاء انطلاق هذه الحملة على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يوم الاثنين الماضي.
وأضافت أن الحملة ستتواصل بجميع المحطات المدرجة بالجهة، من خلال تنزيل برامج بيئية وتوعوية بتعاون مع جمعيات وتعاونيات مهنية، مضيفة أنه تم خلال هذه الدورة اعتماد طرق ووسائل تفاعلية، ترتكز أساسا على الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي والحكاية البيئية.
وشددت على أن المؤسسة تراهن على تغطية 29 شاطئا وتنفيذ ما لا يقل عن 40 ألف عملية توعية بيئية، من أجل تحسيس مليوني شخص بمخاطر التلوث البلاستيكي، ومرامي تقليص النفايات البلاستيكية بالشواطئ، وإعادة تدوير 80 في المائة على الأقل من النفايات البلاستيكية التي سيتم جمعها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة التحسيسية الوطنية حول تلوث المحيطات “بحر بلا بلاستيك” تندرج في إطار الموسم ال25 لبرنامج شواطئ نظيفة، البرنامج الرائد للمؤسسة الذي يهم هذه السنة 109 شواطئ، بما في ذلك 27 شاطئا حاصلا على اللواء الأزرق، بالإضافة إلى أربعة موانئ ترفيهية، ولأول مرة بحيرة طبيعية.
وتتلقى الجماعات المحلية الساحلية المشرفة على هذه الشواطئ دعما لتعزيز جهودها من المؤسسة، من قبل المديرية العامة للجماعات الترابية، والشركات التي تقدم الموارد المادية والبشرية، وجمعيات المجتمع المدني، حيث أن الشركاء سيعملون معا في عملية “بحر بلا بلاستيك” للقضاء على النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها، في إطار السعي الحثيث لمعالجة مشاكل بيئية ذات الصبغة العالمية الملحة.
وتتعبأ مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بقوة لمكافحة هذه الظاهرة السلبية، ذلك أنها انضمت إلى عقد منظمة الأمم المتحدة لعلوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة (2021-2030)، حيث تم بالمناسبة تعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء عرابة تحالف عقد علوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة، وتصنيف مبادرة #بحر_بلا_بلاستيك ضمن أولى تحديات هذا العقد : “فهم ومكافحة التلوث البحري”.