رغم المجهودات والمحاولات الكثيرة التي قام بها باشا مرتيل واضطراره لعقد أكثر من اجتماع مع المستفيذين من كراء المظلات والكراسي بالشاطئ لتنظيم العملية خلال الموسم الصيفي ومنع الفوضى والعشوائية وقانون الغاب، إلا أنه فشل في مساعيه.
ولم تسعف النية الطيبة لباشا مرتيل المشهود له بالأخلاق العالية والغيرة على تطبيق القانون، محاولة تنظيم شاطئ المدينة والرفع من مستواه ليكون واجهة سياحية تشرف البلاد، حيث عاد وبشكل أكثر قوة محتلوا الشاطئ لفرض قانونهم وتسييجه بالمظلات والكراسي ضاربين عرض الحائط القانون ودفتر التحملات وكل ما حاول الباشا الاتفاق عليه معهم.
وباستثناء بعض التعاونيات التي التزمت بدفتر التحملات والتي تحاول إعطاء صورة حضارية عن شاطئ مرتيل، يعمد أغلب المحتلين إلى قانون السيبة والاحتلال العشوائي للشاطئ والاعتداء على المصطافين ومنعهم من الاستمتاع بالبحر والاعتداء عليهم في حالات كثيرة.
وتوجد السلطات المحلية بمرتيل في وضع لا تحسد عليه بعد هزيمتها أمام البلطجة وخضوعها لقانون السيبة والفشل في ضبط الملك العام البحري وحماية مرتادي الشاطئ من سطوة مجموعات من البلطجية يعتبرون أنفسهم فوق القانون.
ومن جانبهم أيضا يعاني أصحاب تعاونيات كراء المظلات الذين يحترمون القانون ويحاولون خدمة المصطافين وإعطاء صورة ايجابية عن السياحة بمرتيل، حيث يُنظر إليهم نفس النظرة التي توجه للمنتعشين في الفوضى والعشوائية، رغم كل ما يبدلونه من مساعي لتنظيم قطاعهم الموسمي الذي يُقوضه تراخي السلطات وضعفها في تطبيق القانون وزجر المخالفين.