لا يمكن أن يمر لقاء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي عقد الأسبوع الماضي، تحث إشراف “رشيد الطالبي العالمي” رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بمقر الحزب الكائن بالإدريسية، مرور الكرام، دون التوقف عند بعض تفاصيله لعدة اعتبارات، أولا أن الشأن الحزبي بالمغرب هو شأن عام يخص ويهم جميع المغاربة، ثانيا لأنه الحزب الأول وطنيا وفق انتخابات 8 شتنبر 2021، ويسير عدد من المؤسسات جهويا ويساهم في تسيير أخرى محليا.
إن هذا اللقاء الذي حضره بعض أعضاء الحزب خارج المدينة وتم تغييب عدد من السياسيين المعروف ولائهم للحمامة منذ وقت طويل، وبعض الشباب الذي أعطى دينامكية تنظيمية كبيرة لم يأخذ المسار الذي رسم له، ولم يناقش كثيرا حيثيات المحطة الوطنية التي تخص اللقاء الوطني الخاص بمهندسي الحزب، وهو اللقاء الذي عقد بطنجة نهاية هذا الأسبوع، لكن اللقاء خصص لمناقشة الإشكالات التنظيمية للحزب بطنجة الكبرى.
مصادر من داخل الحزب، أكدت لشمال بوست، أن اللقاء جاء بعدما تأكد أن المنسق الإقليمي للحزب فشل في مصالحة المتخاصمين، الذين لا يعدوا أن يكونوا سوى إخوة سياسيين، تحولوا بسبب محاولة فرض سياسة “الإحتكار“، إلى الإخوة الأعداء وهو الأمر الذي تسبب في خفض أسهم جناحه، خصوصا أن حزب الحمامة فشل فشلا كبيرا في عهد المنسق الإقليمي الحالي في فرض صورة الحزب إقليميا فرغم احتلاله المرتبة الأولى لم يفلح في الظفر بتسيير إحدى المؤسسات المنتخبة ماعدا رئاسة الجهة، التي تخضع لتوافقات وطنية، كما أنه على مستوى مدينة أصيلة والجماعات القروية التي كانت دائما تنتصر لحزب الأحرار، لم يعد لها وجود، ولعل ما وقع في مدينة أصيلة عندما فشل في تغطية جل الدوائر والتي تعتبر فضيحة كافية تدفعه للتفكير إما في الإستقالة من مهامه، أو تغيير طريقة الإشتغال، خصوصا أن ما يقع بالأحرار محليا لم يقع في عهد المنسق الإقليمي ابن الحزب “محمد بوهريز“، الذي فضل الإبتعاد عن العمل السياسي الحزبي في الوقت الراهن لهذه الأسباب.
فخلال اللقاء تبين أن الخلافات الصغيرة جدا، كبرت ككرة الثلج بسبب عدم حكمة “ال مورو“، لدرجة أن “الجناح الجديد” الذي يخدم أجندة الحزب بقيادة غيلان الغزواني والحسين بن الطيب، لم يعد قادرا على الإشتغال في ظل العبث الدائر داخل الحزب، فكل من اختلف مع السيد المنسق الإقليمي وحاشيته، إلا وسوف يتعرض لعملية التهميش أو المضايقات أو حملات التشهير وهذا ما يبرز بالمكشوف، فأطر وكفاءات التحقت بالحزب وأعطيت لها وعود تعرضت لسياسة “الحرق” والتهميش واللامبالاة، أطر أخرى داخل الحزب ربما أقدم من المنسق الإقليمي الذي جاء للحزب بـ “الباراشوت” تهمش سياسيون لهم حنكتهم كغيلان الغزواني والحسين بن الطيب تتم مضايقتهم، فقط لأنهم ملتزمون بالتحالف الثلاثي الذي خططت له قيادة الحزب برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويحاول الطالبي العالمي السهر على ذلك بنفسه، لكن لا حياة لمن تنادي.
الإجتماع، انتصر لمنطق الحق، حيث تم تحميل المسؤولية لمن يسير الحزب الإقليميا لمجموعة من الأخطاء الخطيرة التي لا تخدم مصلحة الحزب، أخرها الكيفية التي تم التعامل فيها مع انتخاب نائب عمدة طنجة، والتي فاز بها حزب معارض من خارج التحالف الأغلبية على حساب مرشح من حزبه، فكيف لبعض مستشاري الحزب ينسحبون لحظة الإنتخاب والتصويت على زميلهم الذي قرر تحمل المسؤولية وإنقاذ ماء وجه الحمامة.
لغة التصالح بين المناضلين الحقيقيين بهذا الحزب كانت حاضرة في هذا اللقاء، في الوقت الذي حاول الجناح الذي خول له تسيير الحزب اقليميا، محاول الخروج بأقل الخسائر، عندما تيقن، أن الجناح الجديد “غيلان-بن الطيب”، بدأ يحظى بدعم عضو المكتب السياسي المنسق الجهوي “رشيد الطالبي العالمي“، خصوصا أن الحسين بن الطيب الذي يلتزم بخط الحزب وبالمسؤوليات الملقاة على عاتقه، بدأ يحظى بثقة كبيرة من طرف قيادة الحزب.
فهل انهزم تيار “ال مورو“، أمام التيار الجديد “غيلان بن الطيب“؟ وأصبح السيد المنسق الإقليمي ومن يدعمه يعيش سياسة التيهان والغرق، وهو ما تبين خلال اللقاء الوطني الذي احتضنه الحزب يوم أمس والذي يخص المهندسين، حيث حاول المعني بالأمر التقرب من عزيز أخنوش لكسب تعاطفه، لكن الخطة والمحاولة باءت بالفشل.