احتضنت مدينة تطوان ندوة علمية مميزة تحت عنوان “التراث الفكري لمحمد باهي في مرآة الخلف” يوم الأربعاء الموافق 26 يونيو 2024، احتفاءً بالذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الكاتب والصحافي الألمعي محمد باهي حرمة وجاءت هذه الندوة لتسليط الضوء على إسهامات باهي الفكرية والصحافية، ودورها البارز في تشكيل الوعي الثقافي والتاريخي للمجتمع.
الندوة العلمية افتتحت بجلسة علمية أولى كانت تحت عنوان “خماسية رسالة باريس – مرجع نوعي لكتابة التاريخ الراهن“. أدارها المؤرخ الألمعي الدكتور الطيب بياض، الذي أبدع في توجيه الحوار والنقاش مع نخبة من طلبة ماستر شمال المغرب المتوسطي، وهم فرحان بنعمرو، ابتسام أكروح، فاطمة الزهراء الشيخي، سليمان الزواق، وأخيرا عبد الحكيم ابن زكدو حيث تناول المشاركون في هذه الجلسة أبعاد خماسية رسالة باريس، وكيف يمكن استخدامها كمرجع أساسي في كتابة وفهم تاريخ الزمن الراهن.
تلت الجلسة الأولى جلسة علمية ثانية تحت عنوان “انبعاث حلم وصياغة ذاكرة” والتي أدارها أيضا الدكتور الطيب بياض، حي٣ شهدت مشاركة متميزة من قبل مجموعة متنوعة من طلبة الماستر المذكور وسلك الدكتوراه بجامعة عبد المالك السعدي وهم هشام الكثيري، أسماء مشبال، نجاة أخريف، مروان الضاضعي، وأمين الخليع.
وتميزت هذه الجلسة الثانية بعروض مميزة تناولت موضوعات تتعلق بالذاكرة الثقافية وكيفية إعادة بناء الحلم الثقافي والحضاري لمجتمعنا للمعصر انطلاقا من تراث واسهامات باهي وكتاباته الصحفية. قدم المتحدثون رؤى متعددة حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وكيفية تحويله إلى مصدر لكتابة في الكتابة التاريخية.
بعد استراحة قصيرة، استمر الزخم الثقافي والمعرفي بالجلسة الختامية، تحت عنوان “استحضار بطعم الوفاء والتكريم” والتي أدارتها الإعلامية اعتماد سلام، والتي تميزت بحسن إدارتها للحوار والنقاش الذي شاركت فيه شخصيات مؤثرة مثل المناضل الحقوقي مبارك بودرقة حيث تم التركيز على أهمية الوفاء والتراث الثقافي، وكيف يمكن تكريم الشخصيات التي ساهمت في إثراء الثقافة والفكر، أيضا تناولت الجلسة الصعوبات التي واجهت تجميع رسالة باريس وصولا الى الجزء الثامن.
وخلال هذه الجلسة أيضا، تم استعراض مجموعة من الذكريات التي رافقت علاقة المناضل امبارك بودرقة بالمحتفى به محمد باهي حرمة، سواء على مستوى العمل الصحفي أو على مستوى الأدوار التي قام بها داخل المغرب وخارجه في تطوير الكتابة الصحفية وإعطائها بعدا آخر بعد مجدد وآني مواكب لتحولات العصر.
كتلا ذلك فتح مجال حيوي للنقاش، مما أضاف بعداً إضافياً لجودة الجلسة وتفاعل الحاضرين. فبرزت هذه الجلسة كمنصة للتفاعل الثقافي بين الحضور والمتحدثين، مما ساهم في تعزيز الفهم المشترك للأهمية التي يكتسيها التراث الثقافي خصوصا تراث صحفي من طراز باهي حرمة في الحفاظ على الهوية الوطنية المغربية والمغاربية.
وتميزت الندوة بأجواء مفعمة بالحيوية والتفاعل الأكاديمي، حيث ساهمت في إثراء المعرفة وإعادة التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الفكري والثقافي للأجيال القادمة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة كانت مناسبة لفتح النقاش في الكثير من القضايا الثقافية والتاريخية التي همت المغرب، الجزائر، تونس، الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا وغيرها خلال فترة تاريخية قريبة.
وعكست من جانب آخر الرغبة المشتركة في الحفاظ على التراث. وقد تم التأكيد على أن مثل هذه الفعاليات تعد أساسية لتعزيز الوعي الثقافي بين الشباب وتحفيزهم على البحث والدراسة المستفيضة في مجالات التراث والفكر. كما أن نجاح الندوة يعكس التعاون المثمر بين مختلف الفاعلين الثقافيين والأكاديميين، ويسلط الضوء على أهمية تعاونهم في تنظيم مثل هذه الفعاليات المتميزة التي تسهم في نشر المعرفة وتعزيز الحوار الثقافي.